أعلن مؤخرا عن تأجيل افتتاح فندق "فيلا دو فرانس" التاريخي بمدينة طنجة، إلى غاية شهر شتنبر من السنة الجارية، بسبب مشاكل تقنية، وفق ما أفاد به "هانسولي إيكلي" المدير العام لمجموعة رويال السياحية العالمية. وأوضح "إيكلي" في تصريحات صحفية، أن تأجيل افتتاح هذا الفندق التاريخي الذي أغلق قبل أزيد من 20 سنة، جاء بعد اكتشاف معيقات تقنية في اللحظات الأخيرة، "مما جعلنا نرجئ افتتاح هذا الفندق الفريد من نوعه إلى وقت لاحق لن يتجاوز هذه المرة شهر شتنبر المقبل"، يقول "إيكلي" ثم يضيف مطمئنا "عمليات تجهيز الفندق لحدث افتتاحه في لمساتها الأخيرة، فالموظفون تم تعيينهم في مناصبهم". وهذه هي المرة الثالثة التي يعلن فيها عن تأجيل افتتاح الفندق الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ مدينة طنجة، امام الأنشطة السياحية، حيث سبق أن أعلن أنه سيدخل حيز الخدمة في يوليوز 2012، لكن ذلك لم يتم على أساس تحديد هذا الشهر (يونيو 2013) موعدا لافتتاح الفندق. ويعتبر فندق "فيلا دو فرانس" الذي يقع في ساحة فرنسا بمحاذاة القنصلية الفرنسية وسط مدينة طنجة، واحدا من أبرز المعالم التاريخية التي تزخر بها مدينة البوغاز، وأغلق سنة 1992 بدواعي ترميمه. ونظرا لموقعه الاستراتيجي، فقد كاد هذا الصرح التاريخي أن يتحول فريسة لبعض من يوصفون بمافيا العقار، مثلما حصل مع مواقع تاريخية اخرى في المدينة. لكن قرارا جماعيا صدر سنة 2003 عن المجلس البلدي للمدينة، اعتبر هذا الفندق معلمة أثرية لا يجوز المساس بها، سيوفر نوعا من الحماية لهذا الفندق الذي كان من الممكن ان يحوله "وحوش العقار" إلى مشروع خاص من شانه ان يطمس صرحا شاهدا على سجل تاريخي غني للمدينة. وعلى مدى الفترة التي سبقت إغلاق الفندق، ظل هذا الاخير، مزار شخصيات عالمية ذائعة الصيت في مختلف المجالات، ومتحفا للكثير من بصماتهم وإبداعاتهم، لعل أبرزها لوحات الرسامين أوجين دو لا كروا و هنري ماتيس، الذين مكثا في هذا الفندق على مدى فترة طويلة من تاريخه. وفضلا عما يتميز به هذا الموقع الأثري بإطلالته على الميناء والمدينة القديمة ومضيق جبل طارق إضافة إلى هضاب مرشان، فإن الحديقة المحيطة بهذا الفندق بما تتوفر عليه من نخيل ونبات يتوسطها مسبح كبير، تشكل وحدها لوحة فنية مغرية وكفيلة بإعطاء دفعة قوية لمجال السياحة في مدينة البوغاز.