قال سجين سابق يدعى هشام يوسفي إلتقته طنجة 24، إن الانسانية تنعدم في المؤسسة السجنية التي تضمها مدينة العرائش،حيث "مظاهر الإعتداء و التعذيب هي السائدة في غالب الأمر. فضلا عن كونها القوانين المطبقة داخل هذه المؤسسة السجنية"حسب شهادته.و حينما "ننتقد الوضع عبر الشكايات يبقى المصير مجهولا،بل يتم رمي الشكاوى في سلة المهملات و تحفظ الملفات و يتم معاقبتنا. و حول المعاملة داخل السجن المحلي أكد السجين يوسفي أنه كان يتمنى لو يطبق القانون بالتساوي على الجميع. لكن هذا الأمر، يضف يوسفي "غير متوفر بتاتا".و أكد أنه يوجد بسجن العرائش طبقتين : الأولى طبقة السجناء الفقراء ،أما الثانية فهم أناس يتم توفير جميع ظروف الحياة الفارهة و المريحة لهم.و أخبرنا أن مكان إقامتهم يسمى بلغة المساجين "سيلونات". و وصف السجين السابق يوسفي حياة تلك الطبقة من المساجين ذوي النفوذ،ب"الراقية" و أكد أن الكثير منهم ينتمون لشبكات التهريب الدولي للمخدرات و ذووا نفوذ لا بتحداهم أي شخص بما فيهم الإدارة.بل توفر لهم اللحوم والأسماك و الهواتف النقالة و أجهزة التلفاز و كأنهم ليسوا في مؤسسة سجنية. و "أي شيء ممنوع علينا لا يمنع عليهم".لكن يوسفي إستدرك قائلا إن العمل الإيجابي الوحيد في السجن هو توفير فرص للتكوين في مجال الحلاقة و النجارة للسجناء. و عن الاتهامات التي كنا نشرناها على لسان المواطن اليماني بوراق والد أحد السجناء المعتقلين في السجن المدني بالعرائش ،الذي إتهم مدير المؤسسة السابق بتعذيب إبنه بمعية أربعة حراس. و أن إبنه تعرض للضرب والرفس أدى إلى إلحاق جروح و رضوض في كامل جسمه،تسببت له في عاهة مستديمة، بعد أن كسروا أسنانه الأمامية. أكد هشام يوسفي السجين السابق أنه كان شاهدا على جلسة التعذيب تلك.واصفا الأمر بالفظيع، وأضاف أنه رأى بأم عينه عبد السلام بوراق إبن اليماني بوراق من فتحة زنزانته،مجردا من ملابسه كيوم ولدته أمه،و قام السجانون بإفراغ الماء البارد على جسده و إلحاق أضرار بأظافره التي إقتلعت،و كسر سنه،و قال إنه هو شخصيا كسرت سنه على يد مدير السجن السابق. و على صعيد ذو صلة يقوم المقرر الأممي الخاص بالتعذيب الأرجنتيني خوان مانديز،بزيارة لبلادنا في إطار زيارة تفقدية للمؤسسات السجنية في البلاد.و إلتقى منذيز بالعديد من ضحايا التعذيب من الإسلاميين و الصحراويين و نشطاء حقوقيون، و من حركة20 فبراير و غيرهم. و أثار المقرر الأممي مانذيز خلال اجتماع مع وزير العدل و الحريات مصطفى الرميد،قضايا تتعلق بالتعذيب في مخافر الشرطة و انتزاع الاعترافات المنسوبة للمتهمين في محاضر الضابطة القضائيةتحت الإكراه، وإمكانية انتزاعها تحت التعذيب. أما بصدد الخبرة الطبية التي يتم إنجازها، اعتبر مانديز أنها في المغرب لا تتلاءم مع المعايير العالمية المعمول بها