اعترافا بإسهاماته وجهوده في مجال الفكر والإعلام على مدى عقود من الزمن، واحتفاء بمساره السياسي والدبلوماسي المتميز، اختارت جامعة المعتمد بن عباد الصيفية وفي إطار فعاليات الدورة ال 34 للموسم الثقافي الدولي بأصيلة، أن تخصص لقاء خاصا لتكريم الكاتب المغربي محمد العربي المساري، وهو اللقاء الذي يعتبر مناسبة لتسليط الضوء على أبرز المحطات المضيئة في تجربته المضيئة في شتى المجالات المذكورة. وقد اجمع المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي انطلقت أشغاله مساء السبت بأصيلة، على اعتبار محمد العربي المساري، مدرسة سواء في النظال السياسي في واجهات الحزب أو النقابة أو المجتمع المدني، وكذلك في المهام الرسمية التي تقلدها، فضلا عن أعماله الفكرية وعطاءاته في مجال الكتابة الصحفية والتأليف الحر. محمد العربي المساري.. السياسي والدبلوماسي والإعلامي محمد بن عيسى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، قال في مداخلته، إن المحتفى به تميز بجديته وانضباطه ومثابرته وإقباله على الاجتهاد والتحصيل في شتى مراحل مسيرته الطويلة والحافلة بالعطاء. وأوضح بن عيسى خلال كلمته، أن المساري كان دبلوماسيا ناجحا عندما شغل مهامه كسفير للمملكة المغربية بدولة البرازيل، واعتبر أن المحتفى به كان بمثابة "المحاور المسؤول المؤمن بالتلازم الوثيق بين الدبلوماسية وقطاع الإعلام". وكصحافي وإعلامي، أكد بن عيسى، أن العربي المساري كان متفانيا في حب مهنة الصحافة إلى أبعد الحدود، حيث لم تكن تفوته مناسبة كبرى أو صغرى دون أن يخصها بكتابات وتحليلات تغني الذاكرة الوطنية وتنعشها. وأوضح أن المحتفى به حرص على إبلاء اهتمام كبير لقطاع الإعلام عندما كان وزيرا في حكومة التناوب، حيث عمل على نهج سياسة إعلامية اتسمت بالعقلانية والتدرج والانفتاح على المشهد الوطني العام. محمد العربي المساري.. المناضل الوطني من جهته استعرض الكاتب والأديب المغربي، محطات من نضالات المحتفى به، العربي المساري، في المجال السياسي، سواء كناشط في الحركة الوطنية خلال مرحلة الكفاح الوطني من اجل حق المغرب في استقلاله، أو في صفوف التنظيم السياسي الذي يعتبر من أبرز رواده، إضافة إلى نشاطاته النقابية والمدنية. وأبرز غلاب في معرض حديثه عن نضالات المحتفى به في صفوف الحركة الوطنية، أن محمد العربي المساري قد سجل تاريخا مشرفا في صفوف شباب الحركة الوطنية منذ مرحلة الخمسينات، حيث تفانى في التعريف بقضية المغرب وحقه في استقلاله لدى الرأي العام الفرنسي، من خلال إصدار مجلة "مغرب" مع ثلة من المناضلين، وهي منشور كان بمثابة صوت الشعب المغربي التواق للحرية والاستقلال من تبعية الحماية والاستعمار، حسب ما جاء في مداخلة عبد الكريم غلاب. محمد العربي المساري.. الكاتب والباحث والمترجم "المساري لم يكن يملأ فراغا بكتاباته، ولكنه كان يملأ مكانا يجب أن يملأ بالثقافة والفكر"، هكذا تحدث عبد الكريم غلاب في إبراز مساهمات محمد العربي في مجال الكتابة الصحافية والتأليف الحر. هذا هو عين ما أجمع عليه مختلف المتدخلين خلال هذه الندوة التكريمية، حيث أكدوا أن العربي المساري هو باحث وناشط في مجال الدفاع عن القضايا الوطنية والعربية والإسلامية الكبرى، من قبيل دفاعه عن قضية الصحراء المغربية والعلاقات المغربية الاسبانية، وتطوير اللغة العربية ومسألة التعريب، الديمقراطية، والإسلام، وغيرها. وكشف المتدخلون في هذا السياق أن المساري، أفرد للمجاهد عبد الكريم الخطابي كتابا حديثا، يتيح لقارئه الاطلاع على أهم المحطات المفصلية في حياة تلك الشخصية الوطنية الفذة الساطعة في صفحات تاريخ المغرب الحديث. واعتبروا أن المساري، كان له دور كبير ووثيق فيمد جسور التواصل الثقافي وتعميقها بين المثقفين المغاربة، ونظرائهم في المشهد الثقافي في إسبانيا والبرتغاال، على وجه الخصوص، وهو ما أهله حسب رأي المتدخلين لنيل ثقة العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية الدولية