من المقرر أن يختتم مهرجان مولديات طنجة للسماع والمديح مساء الأحد، فعاليات دورته الثالثة مساء الأحد، بسهرة فنية من إحياء كل من الفرقتين الفنيتين الطنجاويتين، مجموعة الهدى ومجموعة الفتح للإنشاد والفن الأصيل برئاسة الفنان يوسف المقراعي، وذلك بفضاء المسرح البلدي محمد الحديد بمدينة طنجة. وكان المهرجان العربي للسماع والمديح (مولديات طنجة)، قد واصل مساء أمس السبت أنشطته بفضاء قصر المؤتمرات الإيطالي بسهرة كبرى جالت بجمهورها العريض الذي بلغ تعدداه إلى أزيد من ألف متفرج، بين رياحين الموسيقى التراثية المشرقية والمغربية، وكذلك التركية. وهكذا عاش الجمهور الطنجي العريض، لحظات من السمر الراقي مع صاحب مقطوعة تتر مسلسل ليالي الحلمية، الفنان المصري محمد الحلو الذي أتحف معجبيه بباقة من إبداعاته وكذا أداءاته لمجموعة من مأثورات الأناشيد والموشحات الدينية المشرقية، ومن بينها على الخصوص أنشودة " يارسول الله أجرنا"، إلى جانب مقطوعة الخالدة أم كلثوم "القلب يعشق كل جميل" التي تعد واحدة من أروع قصائد الشاعر المصري محمود بيرم التونسي. وبعدها تولت فرقة أزمير القادمة من مدينة تحمل نفس الاسم في تركيا، مأمورية إطلاع الجمهور الغفير على روائع من مأثورات الفن التراثي لهذا البلد من خلال رقصات ووصلات فنية تلخص عمق الاتصال الروحاني بين الإنسان وخالقه. وكان مسك ختام السهرة وصلات موسيقية أندلسية وأمداح نبوية أداها جوق المرحوم المرابط بقيادة الفنان محمد العروسي، والتابع للجميعة المغربية للموسيقى الاندلسية والروحية، وهي الجهة المنظمة لمهرجان مولديات طنجة الذي بات موعدا متجددا بمدينة البوغاز إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية المغربية وفير ثرائها ويصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي وبعض الطقوس الدينية التي تنسج علائق وثيقة بين ماض مجيد وحاضر يتطلع للأفضل.