تصوير: سعيد الشنتوف غصت فضاءات قصر المؤتمرات الإيطالية (قصر مولاي حفيظ) بمدينة طنجة، بأعداد غفيرة من عشاق الفنون السماعية الذين حجوا بكثافة لمتابعة السهرة الافتتاحية للمهرجان العربي للسماع والمديح، وهو الاسم المرادف لمهرجان مولديات طنجة الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة مساء أمس الخميس. وهكذا تميزت السهرة الافتتاحية لهذا المهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية والروحية بتعاون مع الجماعة الحضرية لطنجة، عبارة عن مناسبة تمازج من خلالها الموروث السماعي المغربي مع نظيره المشرقي من خلال إبداعات الفنانة المغربية حياة الإدريسي التي أمتعت جمهور السهرة بباقات من أغانيها القديمة والجديدة، إضافة إلى مقطوعات للخالدة أم كلثوم. وكانت السهرة قد افتتحت بسلسلة من الترانيم الكورالية من أداء مجموعة كورال السلام من الرباط برئاسة الأستاذ سمير بيحاجين ومشاركة الفنانة الشابة نبيلة معان التي شنفت أسماع الجمهور ببعض من إبداعاتها المستمدة من الموروث الغنائي المغربي. كما تميزت هذه الأمسية الموسيقية بمشاركة فرقة سيدي منصور التونسية التي جالت بجمهور السهرة بين سماوات كل من مدينة صفافس التونسية ومدينة طنجة عروس الشمال المغربية، من خلال أهازيجها وإيقاعاتها ذات البعد الروحاني المستمد من التراث التونسي. للتذكير، فإن مهرجان مولديات طنجة 2012 الذي تستمر فعالياته إلى غاية 13 من ماي الجاري، يهدف حسب المنظمين إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية المغربية وفير ثرائها ويصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي وبعض الطقوس الدينية التي تنسج علائق وثيقة بين ماض مجيد وحاضر يتطلع للأفضل.