رهيب جداً أن ينتابك شعور بالوحدة في مدينة تعج بكثرة العادي وندرة البادي. غيب الموت نجوماً كانت تبدد هذه الحلكة الكابسة على النفس الأمّارة بالحياة في حضور الكبار العظماء.. كدت أحس بالقفر لولا إطلالة مباغتة لوجه بشوش.. لاسم في الأخبار.. لفنانة في الرأس والقلب وشاشة الإمتاع، إنها الفريدة دوماً: فريدة فليزيد، طبعاً. رأيتها فامتلأت غبطة ولم أبق كما كنت قبيل إشراقها.. وكان أن ضربت يدي في أحشاء حقيبتي القزمة وأخرجت مذكرة (الأيام التي تدوز أمامنا) كما قال الشاعر المزعوم، وراجعت بحب هذه الكلمات التي كنت قد دونتها، بحضور الصديق العزيز الدكتور عبد العزيز جدير، ذات لقاء تكريمي جميل لفريدة، ويسرنا العود على هذه السطور. *** الجمعية المغربية لنقاد (ونقّال) السينما.. مجلة سين.ما (لغير الناقد).. الخزانة السين(بر)مائية... في عرس فريدة بليزيد، السينمائية التي تكيد كيداً للرجال فوق السطح وباب السماء مفتوح... إنه يوم بهيج.. مدت، فيه، فريدة الفريدة يدها للحنة تحت سيل من التصفيقات ووفرة التعليقات... وعليها طاح الندى. - محمد شويكة ناقد سينمائي (وأضيف من عندي: قاص بارع): "السينما والحكاية الشعبية: الإستطيقا المتبادلة" + إيه ! غير هو دأبا في الحكاية الشعبية نستمني ذهنياً.. أما في السينما، فنملأ العين بالصورة الغازية.. والكاميرا تصعد وتنزل من الرأس إلى التراب... حرث لكم. - حسني مبارك ناقد سينمائي (ماشي الرّيّس): "فريدة بنليزيد امرأة في السينما" + عن أي سينما تتحدث يا حسني يا مبارك؟ فريد في الفيلم ممكن.. في السيما كمان.. في السوليما نكْولوا.. أما السينما، فلا أحد يجرأ على القول: إن لنا سينما تحمل ماركة مغربية.. - نور الدين محقق ن.س: "شعرية الأسطورة في السينما المغربية: كيد النسا نموذجاً" + في فيلم كيد النسا كاين شي سطورة قْلال من الأسطورة.. وحبذا لو تناولت الشعرية في أشياء أخرى.. - عز الدين الوافي ن.س: "الفيلم النسائي: فريدة بنليزيد نموذجاً" + دأبا السينما ولات قيسارية..؟ ها جهة الرجال وها رحبة النساء... بعده، فريدة امرأة مع الرجال ورجل مع النساء.. وإذا كذبتني انظر إلى العكار فوق الموسطاش.. - سوزان كاوش أستاذة جامعية وباحثة: "رؤى عبر وطنية في أفلام فريدة بنليزيد" + هكذا وي ! فريدة كبرت في مدينة عالمية.. وأعطت للحياة في أثرها بعداً كونياً .. ومن مشرب شكري ارتوت وروت السيناريو الذي لازال يحبو في قاعاتنا السينمائية.. برافو سوز ! - حميد العيدوني باحث في الصورة: "مدح للمؤنث، مدح للسينما" + سبحان الذي صورها في أحسن صورة.. و viva للمصور الذي صورها تقطر خجلاً من كثرة ما قيل فيها وعنها.. إذا مدحت المرأة فأنت مدحت، بالضرورة، السينما.. أليست كل امرأة تحمل سينماها على وجهها؟ - فاطمة إيغوضان ناقدة سينمائية: "الكتابة الفيلمية للمخيال النسائي عند فريدة بنليزيد" + أفاطم.. مهلاً.. فريدة لا تتعب السبابة والإبهام في حلب الخيال.. وهي عندما تتلبس دور خوانيطا، مثلاً، فإنها تسبر أغوار حياة لواحدة من بنات طنجة... وليس من بنات أفكارها.. - مولاي إدريس الجعيدي ن.س وباحث: "فوق السطح" + ما أعلاه من سطح هذا الذي نطل منه على عوالم ووقائع وأحداث وشخصيات واقعية في الغالب، عايشنا بعضها، وتقمصنا بعض أدوارها، وسمعنا عن أخرى من مصادر شاهدة على عصر كانت حياة الناس فيه أكثر جمالاً من حياة السينما.. - بوشتى فرقزايد ن.س: "رموز في : باب السما مفتوح" + أستاذنا الجليل.. من حيث الرموز، ما خص حتى خير.. وسماؤنا، للتذكير، كلها رموز.. ولو أن بابها مفتوح كما تؤكد فريدة.. وليس، بالضرورة، أن تكون مفاتيحه من صنع رونالد(و) بارث.. يا حسرة على ذلك الزمان السبعيني الذي كان... - محمد سكري "فريدة بنليزيد: كتابة سينمائية؟" + هاذ علامة الاستفهام كافية لكي نرفع، أمام الرجل/الناقد السينمائي، هذا الشابّو... الذي يحافظ،، طبعاً، على الروبيني.. برافو سيدي محمد.. مغامرة القول: إن جل مداخلات السادة الأساتذة في هذا اللقاء المشهود كانت تمتح مادتها من سوبير مارشي النقد الأدبي... لذلك كان المتدخلون يرومون الجانب النصي والمخطوط في صناعة السينما.. وحتى يشتد عود نقدنا الفني الرصين... نكمل لقاءاتنا بالكلام الجميل في حق رموزنا الذين يستحقون ذلك... وأكثر. - فريدة بنليزيد.. أنت فريدة فعلاً وفيلماً.. هل من مزيدك؟