بتاريخ التاسع من أبريل لهذه السنة، تكون قد مرت 65 سنة على زيارة الوحدة التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس سنة 1974 إلى مدينة طنجة التي كانت ترزح تحت الحماية الدولية، حيث ألقى الملك الراحل خطابه المعروف ب"خطاب 9 أبريل" الذي أعلن فيه عن استقلال منطقة الشمال وتحقيق الوحدة. وجاء في مقال بالمناسبة للمندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، أن هذه الزيارة الملكية إلى طنجة شكلت منعطفا هاما في مسيرة النضال الوطني من أجل الاستقلال٬ وحدا فاصلا بين عهدين : عهد الصراع بين القصر الملكي ومعه طلائع الحركة الوطنية وبين إدارة الإقامة العامة٬ وعهد الجهر بالمطالبة بحق المغرب في الاستقلال أمام المحافل الدولية وإسماع صوت المغرب بالخارج٬ والعالم آنذاك بصدد طي مرحلة التوسع الاستعماري والدخول في طور تحرير الشعوب وتقرير مصيرها بنفسها٬ فكانت هذه الزيارة التاريخية عنوانا لوحدة المغرب وتماسكه ومناسبة سانحة لتأكيد المطالبة باستقلال البلاد وحريتها. ويذكر نفس المصدر، أن سلطات الحماية ما أن علمت برغبة الملك الراحل، حتى عمدت إلى محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل لكنها لم تنجح في ذلك، لتقوم بتنفيذ جريمة شنيعة بمدينة الدارالبيضاء يوم 7 أبريل 1947 ذهب ضحيتها مئات المواطنين الأبرياء٬ رد عليها الملك الراحل بالمسارعة بالقيام بزيارة عائلات الضحايا ومواساتها٬ معبرا لها عن تضامنه معها إثر هذه الجريمة النكراء. وانطلق الملك محمد الخامس يوم 9 أبريل1947،على متن القطار الملكي، انطلاقا من مدينة الرباط نحو طنجة عبر مدينتي سوق أربعاء الغرب، ثم القصر الكبير التي خصص بها الأمير مولاي الحسن بن المهدي استقبالا حماسيا، احتفاء بمقدمه في حشد جماهيري كبير، وهي الصورة التي كسرت العراقيل التي دبرتها سلطات الحماية ليتأكد التلاحم المتين والأواصر القوية التي جمعت على الدوام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي . ومن دلالات اختيار مدينة طنجة، جاء في خطاب 9 أبريل للملك محمد الخامس، "نزور عاصمة طنجة، التي نعدها في المغرب بمنزلة التاج من المفرق، فهي باب تجارته ومحور سياسته..". وإضافة إلى ذلك كان لهذه الزيارة جانب روحي، إذ ألقى له محمد الخامس باعتباره أميرا للمؤمنين، يوم 11 أبريل، خطبة الجمعة وأم المؤمنين بالصلاة في المسجد الأعظم بطنجة، وحث الأمة المغربية على التمسك برابطة الدين، فهي الحصن الحصين لأمتنا ضد مطامع الغزاة، حسب ما جاء في خطبة الجمعة. واعتبر المؤرخون أن الرحلة الملكية إلى طنجة كان لها وقع بمثابة الصدمة بالنسبة إلى سلطات الحماية، وأربكت حساباتها، فأقدمت على الفور على عزل المقيم العام الفرنسي أيريك لابون، ليحل محله الجنرال جوان، الذي بدا حملته المسعورة على المغرب، وتضييق الخناق على القصر الملكي، وتنفيذ قرار النفي.