اثار خوض بطل المغرب "رغم أنف الجميع" فارس البوغاز، المباراة الأخيرة من عمر البطولة أمام شباب الحسيمة بتركيبة تضم في أغلبها لاعبين احتياطيين، ضجة أبانت عن الحقد الدفين الذي يسكن البعض على هذه المدينة التعيسة. ولا أحد غير ابنائها أراد لها أن تحتفل بتحقيق أول لقب في تاريخها الكروي. وكأن هذه المدينة لفظت صدفة لتقع في بلد إسمه المغرب. للاسف. تعالت الاصوات من خارج طنجة من أبواق بعض صحافيي الرصيف المنتشرين بين الرباط والبيضاء، "مع احترامي للشرفاء منهم"، وبعض أبواق صنادق الارتزاق التي أصبحت تنافس الصحافة الصفراء في الرداءة وتزييف الحقائق لتحقيق مصالح ذاتية، بعيدا عن الموضوعية والمصلحة العامة. هذه الشرذمة من المتشدقين من مجال الإعلام لم تهضم أن مدينة طنجة تنتمي للمغرب، و من حقها أن تنافس على الألقاب. فبعدما خسرت هذه الأبواق، معركة المباريات الأخيرة التي أدخلت اتحاد طنجة دائرة الشك، وهي تحلم بعودة ودادها إلى المنافسة، خسرت في النهاية الحرب بعدما أحبط اتحاد طنجة بقائده المدرب الشاب ادريس المرابط آمالها وانقض على البطولة. فلم تجد من كلام (تبرد به على نفسها) سوى الركوب على مباراة الفريق الأخيرة أمام الحسيمة، وبعث رسائل الاستنكار وكأن اتحاد طنجة ارتكب جريمة، علما أن نتيجة المباراة لم تؤثر في نهاية المطاف على مسار البطولة بحكم أن الفريق الذي يحسبونه متضررا، أي أطلس اخنيفرة انهزم أمام الوداد. المثير هنا أن حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، من خلال البرلماني أحمد الهيقي، حشر نفسه في القضية، وترك المشاكل الكبرى التي يعيشها المواطن المغربي، ولم تبق له سوى مباراة اتحاد طنجةوالحسيمة، ليطالب عبر البرلمان، وزير الشباب والرياضة، بفتح تحقيق حول ما وصفه بالتلاعبات التي شابت المقابلة التي جمعت بين اتحاد طنجة وشباب الريف الحسيمي، و اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد مما وصفه بالسلوكات اللارياضية. وبهذا السلوك الغريب لهذا البرلماني، يكون قد تناقض مع زملائه بالحزب، بما فيهم زعيمه السابق عبد الإله بنكيران الذي كان قد هنأ اتحاد طنجة بإحراز البطولة، وتبعه عمدة طنجة بالاحتفال بالفريق. لكن هذا الاهتمام بدون شك سيتأثر بالتصرف الصبياني للهيقي، المسيء لساكنة طنجة، وقد تكون له عواقب وخيمة على مستقبل الحزب بمدينة طنجة في الانتخابات المقبلة، وهو يجهل تاثير الرياضة على القضايا الكبرى، والزمن كشاف. *كاتب عمود "فضول سليم" بجريدة طنجة