منعت السلطات الإسبانية سفينتين يُعتقد أنهما تحملان معدات عسكرية متجهة إلى إسرائيل من الرسو في ميناء الجزيرة الخضراء، في خطوة تبرز موقف مدريد المتشدد تجاه الحرب العدوانية على قطاع غزة. وابحرت السفينتان، "مارسك دنفر" و"ميرسك سيليتار"، من ميناء نيويورك خلال الأسبوع الماضي وكان من المقرر أن تتوقفا في الميناء الإسباني لتجديد الإمدادات. ونقلت تقارير صحفية عن مصادر دبلوماسية، ان قرار المنع حاء كجزء من سياسة إسبانية معلنة لوقف تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية، وهو إجراء بدأته إسبانيا عقب تصاعد العدوان الاسرائيلي في غزة في أكتوبر 2023. وجاء التحرك الإسباني في سياق دعوات متزايدة داخل البلاد لتعزيز الرقابة على عمليات نقل الأسلحة. وقدّم إنريكي سانتياغو، زعيم حزب اليسار المتحد، شكوى للنيابة العامة الإسبانية، مستنكراً ما وصفه "التواطؤ غير المباشر" في النزاع من خلال عبور شحنات عسكرية متجهة لإسرائيل عبر المياه الإسبانية. وأشار إلى مرور أكثر من ألف سفينة محملة بالأسلحة إلى إسرائيل عبر إسبانيا خلال العام الماضي، معتبراً ذلك انتهاكاً لالتزامات إسبانيا الدولية. ويُعد هذا الإجراء هو الثاني من نوعه خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن منعت السلطات الإسبانية في ماي الماضي سفينة دنماركية تحمل متفجرات من الرسو في ميناء قرطاخنة على البحر المتوسط. يذكر أن الحرب الوحشية التي تشنها اسرائيل على غزة خلفت حتى الآن آلاف القتلى والمصابين من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، مما زاد من الضغوط على الحكومة الإسبانية لتشديد مراقبة الشحنات ذات الطبيعة العسكرية العابرة لموانئها، وسط تنديد دولي بالعمليات العسكرية الجارية.