تمكن عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، أخيرا من تمرير مشروع ميزانية السنة المالية 2012، الذي صوت عليه 45 مستشارا من أصل 65 وسط أجواء في غاية الاحتقان والتشنج بين أعضاء المعارضة والموالين للعمدة. وقد سادت بقاعة المجلس الجماعي لمدينة طنجة، المحتضنة لأشغال الدورة الاستثنائية في جلستها الثالثة، اجواء مشحونة بعدما أقدم العمدة فؤاد العماري على استفزاز المستشار حسن بلخيضر، وفق ما اعتبره هذا الأخير، عندما اقترح عليه اللجوء الى امين عام لحزب الحركة الشعبية بصفته وزير للداخلية، الذي ينتمي إليه للتأكد من ما إذا كان المجلس يسير بطريقة غير قانونية.
وتطور الأمر أكثر بعدما اتهم العمدة مستشاري المعارضة، بالنية المبيتة لعرقلة انعقاد الدورة، متحججا بأن هذا هو أسلوبهم كلما شعروا بأن الأغلبية تسير نحو المصادقة على النقاط المدرجة، مثلما حدث خلال مناقشة مشروع ميزانية 2011، حسب ما تحدث به العماري.
هذا وقد عرفت الجلسة حضورا لنشطاء من حركة 20 فبراير، قاموا برف لافتات ذات شعارات مناوئة للعمدة العماري ومطالبة برحيله، وهو ما دفع أشخاصا محسوبين على حزب الأصالة والمعاصرة، ومعززين ببعض الموالين للعمدة ممن وصفوا "بالبلطجية"، بالاعتداء عليهم وارغامهم على مغادرة القاعة. كما تعرض المستشار الجماعي محمد البشير العبدلاوي للضرب على يد أحد الأشخاص الحاضرين بالمجلس، مما اجج حالة الفوضى والاحتقان أكثر داخل القاعة. هذا وقد دخل مستشاروا المعارضة المكونة من حزب العدالة والتنمية والحركة الشعبية، في اعتصام داخل قاعة الاجتماعات، احتجاج على الطريقة التي اصر بها فؤاد العماري تمرير مشروع الميزانية، محملين السلطات المحلية، بالتواطئ والانحياز لصالح المكتب المسير.