المسؤولون بالدوحة، أصابتهم الدوخة، و فصلوا الصحراء عن خارطة المغرب، في خطوة استفزت الوفد المغربي المشارك دورة الألعاب العربية، التي تحتضنها قطر،مثلما أثارت غضب المغاربة حيثما كانوا. المغاربة يطالبون، بانسحاب الوفد المغربي من دورة الألعاب العربية التي تحتضنها قطر، رداً على بتر الصحراء عن مغربها من على خريطة المملكة، التي رُفعت لحظة مرور الوفد المغربي المشارك في الدورة. قراصنة مغاربة، يطلقون على أنفسهم" قوات الردع المغربية" يقرصنون مواقع قطرية، أبرزها موقع الدورة الرياضية العربية، و موقع الحكومة القطرية، و موقع وزارة خارجيّتها، والموقع الرسمي للديوان الأميري، و يدمرون موقع منتدى سيدات الأعمال القطريات، الذي ترأسه "الشيخة موزة" زوجة أمير قطر، ردا على ما وصفوه اعتداء على وحدة المغرب الترابية. في استهداف مسبق، و مبيت، صحيفة "الراية"، القطرية تضع علم ما يسمى بجبهة البوليساريو فوق الصحراء المغربية، على خريطة تجسّد العالم العربي، لتجعل منه 23 دولة عوض 22. منصف بلخياط يؤكد أن أمير قطر أعطى أوامره وتعليماته الفورية، لتغيير الخريطة التي أساءت للمغاربة، و استفزتهم، موضحا أن الخريطة المستخدمة حالياً، والتي ترفع على اللوحة الإلكترونية العملاقة، هي خريطة المغرب كاملة بصحرائها. "قوات الردع المغربية" تنجح في اختراق الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة السلة، على خلفية حادثة بتر منطقة الصحراء من خريطة المغرب، والتي نُقشت على كأس البطولة الإفريقية للأندية البطلة لكرة السلة، التي سُلمت يوم الأربعاء لفريق النجم الساحلي التونسي الفائز بها، و التي احتضنتها مدينة سلا "المغربية". فريق "شباب الريف الحسيمي" لكرة السلة، يدين بشدة ما سماه التصرف غير المسؤول الذي أقدم عليه الاتحاد الإفريقي لكرة السلة، بنقش خارطة إفريقيا على كأس البطولة، و ضمنها خارطة المغرب من دون صحرائه، ويتخلى عن رتبته السادسة التي حققها عن جدارة واستحقاق خلال البطولة الإفريقية، التي احتضنتها مدينة سلا "المغربية". إنه سيناريو طويل و متكرر، لمسلسل مُمِل، طالت حلقاته، حتى صار متوارثا أبا عن جد. تنالوه المؤلفون من كل زواياه، و تناوب عليه المخرجون من كل جنسية، و سُلطت عليه الأضواء من كل جانب، لكن أحدا لم يحسن وضع خاتمة، تتناسب و رغبة المشاهد، بل و حقه في نهاية سعيدة تنصفه، بعد ترقب دام لسنين طوال، على حساب تقدمه، و رفاهيته، و ازدهاره، و أمنه، و سلامة أبنائه. إنه مسلسل الصحراء ، الذي اتضح مؤخرا أن حلقاته تُؤلف على قياس خاص، و حسب مزاج و مصالح أطراف، أحبت و تحب أن تمسك المغرب من اليد الذي توجعه، دون أن تعلم أن الوجع إذا طال صار مستأنساً، و قد استأنسناه نحن، و لم تعد لدينا يد توجعنا، لكنها تؤلم إذا صفعنا بها من يعتدي على حق من حقوقنا، خصوصا إذا تعلق الأمر بقطعة من ترابنا، و نحن أدرى بقيمة التراب و"وجع التراب". تكاثر التكالب علينا، و استخدم ملف صحرائنا ضدنا، و لم نُحسن التعامل مع مختلف القضايا التي ارتبطت به ارتباطا مباشراً، حتى سَوَّقَنا الإعلام الأجنبي بوجه غير الذي نحن عليه، لذلك، و لأسباب إنسانية تنازلت دبلوماسيتنا ل"أمينتو حيدر" لتعلن انتصارها من قلب صحرائنا، و لأسباب موضوعية جابت دبلوماسيتنا العالم موضحة حقيقة "أكديم إزيك"، تبكي شهدائها من رجال الأمن، و تعرض أشرطة الأحداث المُوَثَّقة، و تفضح حقيقة الصور الملفقة، قبل أن تجني ثمار كل ذلك، بإدانتنا من قبل البرلمان الأوروبي، و توسيع لجنة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، والتقرير عنها في الصحراء، لنكون بذلك قد ضُربنا في مصداقيتنا، و اتُّهمنا في احترامنا لحقوق أبناء الصحراء، الذين يرفعون علم الدولة الوهم داخل الجامعة، في عقر عاصمتنا الرباط. بالمقابل، فشلنا في تسويق قضية " ولد سلمى" لنفس الغرض، بل، و نِمْنا و في حضننا كأس، نُقشت عليها نفس الخريطة، بنفس البتر، لنقدمها بأيدينا إلى الفائز ببطولة السلة الإفريقية، و كنا كما يقول الصريون" كالأطرش في الزَّفَّة" ، فهل يؤكد هذا لا مبالاة وضعف دبلوماسيتنا، أم ذكاء و دهاء الطرف الآخر؟ منذ أيام، أثرنا مسألة وضع اسم " الصحراء الغربية " ضمن لائحة الدول، بالموقع المخصص للتسجيل بملتقي "ميدايز"، الذي يشرف عليه ابن رئيس الدبلوماسية المغربية، هذه المسألة و إن مرت دونما زوبعة تذكر، إلا من إثارتها إعلاميا، إلا أنها كشفت لنا مدى قدسية القضية عند بعض المسؤولين عنها، و يبدو أن ابن وزير الخارجية قد غفل هذا الأمر، و لم يعره أدنى اهتمام، و كأن حرف "الميم" عنده لا يساوي شيئا، بيد انه لُبُّ القضية كلها، و محور النزاع و أساسه، و إذا كانت "الغربية" و "المغربية" عنده سيان في ملف مصيري، كانت "للميم" فيه كلمة الفصل، فماذا تظنون الغريب بقضيتنا فاعلٌ ؟ و قد قيل في هذا الشأن " إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً **** فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ "