شنت السلطات المحلية بمدينة العرائش حملة لا هوادة فيها ضد الباعة العشوائيين، الذين حولوا شوارع وأزقة المدينة إلى "جوطية" عشوائية كبيرة، وأغلقوا الأرصفة في وجوه المارة، رغم وجود أسواق يطلق عليها "نموذجية" لكن معظمها فارغ وغير منظم. وعبأت السلطات مصالحها بحضور رئيس الملحقة الإدارية سيدي العربي، وقائد المقاطعة السادسة الكودية، وقائد الملحقة السابعة، والخليفة فتحية المعروفة في العرائش بصرامتها في فرض النظام والقانون بشوارع المدينة، والتي سيطر عليها باعة جائلون جاؤوا من مختلف مدن البلاد. وقدم عدد من أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة ورجال الأمن، يد العون من أجل إنجاح حملة تحرير الملك العام بشارع عقبة بن نافع، الذي يعتبر بؤرة سوداء للباعة الفوضويين الذين لا يؤدون الضرائب، ويحققون أرباحا على حساب صحة المواطنين وجمالية المنظر والبيئة. ونوهت جمعيات تدافع عن حقوق المستهلك والفضاء العام، بمجهودات السلطات في هذا الجانب، داعين إلى أن تستمر هذه الحملة لتشمل المقاهي والمطاعم وبائعي الأواني المنزلية ومحلات التوابل، ممن سيطروا على الأرصفة نهائيا وضموها إلى ملكهم الخاص، وإرغام الراجلين على المشي في الشوارع. وطالب أنوار العسري، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، بمعالجة مشكل احتلال الملك العمومي بشكل نهائي، وفرض القانون والنظام على الباعة بالتجوال والمحلات والمقاهي والمطاعم، وإظهار الرقي والحداثة عوض الفوضى والبدائية. وكانت كونفدرالية التجار و المهنيين و الحرفيين بالعرائش، قد أصدرت بدورها بلاغا أعربت فيه عن قلقها الكبير لما آلت إليه الأوضاع بالمدينة، وأشارت إلى أن جل الشوارع و الأزقة و الأماكن الحيوية و المدارات، محتلة من طرف "الفراشة" و العربات المجرورة و السيارات المحملة بالبضائع، في تحد صارخ للجهات المسؤولة المختصة. وحذرت الكونفدرالية من أن ظاهرة الباعة الجائلين، أثرت على نشاط الباعة القانونيين الذين يدفعون الضرائب، ما أدى إلى تسجيل ركود تجاري حاد بالمدينة، مع غياب أفق واضح للإستثمار فيها، أو مزاولة أي نشاط تجاري قانوني بعد سيطرة "الفراشة" الفوضويون والذين لا يدفعون الضرائب. ونبهت كونفدرالية تجار العرائش كذلك، إلى أن الإقتصاد الغير مهيكل "يعطينا عددا من الظواهر المشينة التي أضحت تؤثث المشهد من قبيل : كثرة المتسولين و المتسكعين و المختلين عقليا والكلاب الشاردة"، محذرين من الإفلاس والضياع. ودعت كونفدرالية التجار أيضا إلى التدخل العاجل لرفع الضرر الدائم والمستمر وبشكل نهائي، مع ضرورة تفعيل جدي للشرطة الإدارية، و كذا فتح حوار مع مسؤولي وممثلي المهنيين و التجار بالمدينة، لإيجاد الحلول المعقولة و اللازمة للخروج من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعاني منها مدينة العرائش