تعاني فروع سلسلة مطاعم "ماكدونالز" بمدينة طنجة، تراجعا لافتا في الإقبال على عروضها وخدماتها، موازاة مع حملة مقاطعة على خلفية اتهامات للشركة بالوقوف في صف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ 46 يوما وخلفت مقتل أكثر من 13 ألف فلسطيني. ويظهر بوضوح تراجع إقبال الزبائن على مختلف فروع الشركة بالمدينة، حيث يتخذ الكثيرون موقفا قويًا تجاه مقاطعة العلامات التجارية التي يعتبرونها مشاركة في الأحداث الجارية في الشرق الأوسط. ومنذ بدء اسرائيل لعدوانها على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر الماضي، تصاعدت الدعوات لمقاطعة العديد من الشركات المتعددة الجنسيات، بينها سلسلة مطاعم ماكدونالز، التي يتهمها أنصار القضية الفلسطينية بدعم الدولة العبرية. وكانت فروع الشركة المذكورة في طنجة، كما في باقي مدن المغرب، قد وجدت نفسها في مواجهة هذه الاتهامات، بعد انتشار مقاطع تظهر تسلم جنود جيش الاحتلال لوجبات مجانية من طرف فروع الشركة الأمريكية في إسرائيل. وتفتخر شبكة المطاعم الأميركية بأنها تقدم وجبات مجانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي دعما له في حرب الإبادة العرقية في قطاع غزة، وأعلنت تبرعها ب4 آلاف وجبة يوميا لجيش الاحتلال وتقديمها خصما بنسبة 50% للجنود وقوات الأمن الإسرائيليين الذين يأتون إلى المطاعم. وتتجلى دعوات المقاطعة بشكل واضح، خلال مختلف الوقفات والمسيرات التي تشهدها طنجة، إذ يرفع المحتجون شعارات وهتافات تتهم شركة "ماكدونالز" بالتورط في تقديم الدعم الجيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد المدنيين في غزة. وبوتيرة يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها طنجة وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات. ويبدو أن الحملة الدعائية التي أطلقتها فروع الشركة في المغرب، بهدف الدفاع عن نفسها والنأي عن نفسها عما يحدث في الشرق الأوسط، لم تنجح في إقناع المغاربة ببراءتها من التهم التي تواجهها، إذ ما تزال مختلف وحداتها تعاني من تراجع الإقبال عليها بشكل لافت مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل بدء الحرب. ورغم تراجع الإقبال على فروع ماكدونالدز في طنجة، إلا أنه من الصعب الجزم بمصير الحملة في المستقبل. فمن الممكن أن تتراجع الحملة تدريجيا مع استمرار الحرب في غزة، أو من الممكن أن تتجدد مع تصعيد حدة التوتر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.