كسب المغرب رهان ترشحه لاحتضان منافسات كأس العالم-2030 الى جانب اسبانيا والبرتغال؛ بإعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"؛ ان الملف الثلاثي المشترك هو الملف الوحيد لاستضافة البطولة. يأتي هذا بعد فوز المغرب بتنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، فضلا عن ترشحه لتنظيم كأس العالم لكرة الصالات 2024. تأتي هذه الترشيحات بعدما حل المغرب رابعا في مونديال قطر لكرة القدم 2022، ما جعل الأنظار تتجه إليه كونه أصبح البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي يبلغ نصف نهائي البطولة العالمية، فضلا عن استثمارات المملكة في تطوير البنى التحتية الرياضية خلال السنوات القليلة الماضية. في 27 شتنبر الماضي، أعلنت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم رسميا، إسناد تنظيم بطولة أمم إفريقيا 2025 إلى المغرب، بعد انسحاب المرشحين الآخرين، الجزائر وزامبيا والملف المشترك لنيجيريا مع بنين من السباق. وبعد أن أطلقت الأرجنتين وتشيلي والأوروغواي والباراغواي في فبراير الماضي ملفها الرسمي المشترك لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، تستعد الرباط؛ لإقامة حفل الإعلان الرسمي عن ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال لاحتضان مونديال 2030. ويشكل فوز المغرب مع اسبانيا والبرتغال؛ بشرف تنظيم كأس العالم-2030؛ "سابقة في تاريخ كرة القدم عنوانها الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي"؛ كما جاء في رسالة للملك محمد السادس بهذا الخصوص. تجارب رياضية استطاع المغرب أن يراكم تجارب مقدرة في تنظيم الاستحقاقات الرياضية، حيث استضاف خلال السنوات القليلة الماضية عدة مسابقات قارية ودولية، مثل كأس إفريقيا لكرة القدم للسيدات في يوليو/ تموز 2022، وكأس إفريقيا لكرة القدم تحت 23 سنة خلال الشهر نفسه من 2023. وإلى جانب ذلك، حقق المغرب ألقابا عديدة خلال السنوات القليلة الماضية، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو على مستوى الفرق؛ ويبقى حلول المملكة رابعا في مونديال قطر العام الماضي أبرز الإنجازات. وخلال يونيو 2023، فاز المنتخب المغربي بنهائي كأس العرب لكرة الصالات، حيث بات يحتل المرتبة 8 دوليا في هذا النوع من الألعاب. وتوج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات بكأس العرب في السعودية خلال مايو/ أيار 2022، وبلقب الدوري القاري خلال سبتمبر 2022، بعد تغلبه على إيران. كما تأهل المنتخب المغربي النسوي إلى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم التي جرت بأستراليا ونيوزلندا خلال غشت 2023، في أول تجربة لمنتخب عربي. وحل المنتخب المغربي للسيدات بالمرتبة الثانية في نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بعد منتخب جنوب إفريقيا في 23 يوليوز 2022، بمدينة الرباط. وعلى مستوى أندية كرة القدم في 2022، فاز الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا في ماي، وتوج نادي نهضة بركان بكأس السوبر الإفريقي في شتنبر؛ بعدما أحرز خلال ماي، كأس الاتحاد الإفريقي. وفاز نادي الجيش الملكي لكرة القدم النسائية، خلال نونبر 2022، بدوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه. لقاءات دولية أصبح المغرب قبلة للعديد من الملتقيات والاجتماعات القارية والدولية المتعلقة بالرياضة، ما جعله حاضرا على مستوى الدبلوماسية الرياضية، وفي هذا الإطار، زار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، المملكة أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، آخرها عند استضافة الرباط كأس العالم للأندية بين 1 و11 فبراير 2023. كما نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم اجتماعات اللجنة التنفيذية الأولى بين 15 و19 يناير 2019، في مدينة مراكش. واحتضن المغرب لقاءات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، مثل اجتماع التصديق على إنشاء "دوري السوبر الإفريقي"، وذلك عقب اجتماع عقده أعضاء المكتب التنفيذي في يونيو 2021، بمدينة الدارالبيضاء، وآخر في العاصمة الرباط، وذلك على هامش كأس أمم إفريقيا للسيدات التي استضافتها المملكة في يونيو 2022. ويتوقع أن يستضيف مركز محمد السادس لكرة القدم بالرباط، اجتماعا ثلاثيا يضم رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، مع نظيريه الإسباني بيدرو روشا والبرتغالي فيرناندو غوميز، للإعلان الرسمي عن الملف المشترك لاحتضان مونديال 2030، وبحث الملاعب المرشحة لاستضافة البطولة العالمية. بنية تحتية طلب الترشيح المغربي الجديد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، يعد السادس من نوعه بعد الفشل في 5 مناسبات سابقة، الأولى بخصوص مونديال 1994، واستضافته الولاياتالمتحدة، والأخيرة في نسخة 2026 التي ذهبت لمصلحة الملف المشترك بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. غير أن هذه الرحلة الطويلة من الإصرار والطموح المستمر لاستضافة البطولة العالمية، دفعت المغرب إلى تطوير استثماراته في البنية التحتية الرياضية كالملاعب ومراكز التدريب والأكاديميات، بجانب بنيات الطرق والمواصلات. وفي تقرير "الفيفا"، في آخر زيارة لوفده إلى المغرب قبيل احتضان المملكة كأس العالم للأندية في فبراير 2023، أشار إلى تحسن البنية التحتية المتعلقة بتنظيم المونديال، كالملاعب والفنادق والمطارات. ويضم المغرب ملاعب عديدة، بينها: مولاي عبد الله بالرباط (53 ألف مقعد) الذي تعيد السلطات بناءه حاليا، ومحمد الخامس بالدارالبيضاء (45 ألفا)، ومراكش (45 ألفا)، وأدرار بأكادير (45 ألفا)، وطنجة الكبير (45 ألفا)، والملعب الشرفي بوجدة (40 ألفا)، وملعب الشيخ لغضف بمدينة العيون بإقليم الصحراء (30 ألفا). وينتظر أن يعلن المغرب إنشاء ملاعب أخرى، مثل ملعب "الدارالبيضاء الكبير"، الذي من المقرر أن يتسع لنحو 93 ألف متفرج. كما طور المغرب بنيته التحتية خلال السنوات الماضية، إذ أنشأ قطارا فائق السرعة، وشبكة طرق سريعة تمتد الى مناطق البلاد.