ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العھد الأمیر مولاي الحسن، بعد زوال السبت بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المؤلم، الذي وقع يوم الجمعة 8 شتنبر، والذي خلف خسائر بشریة كبيرة ومادیة في العديد من جھات المملكة. وفي هذا الصدد، استعرض المسؤولون الحاضرون بین یدي صاحب الجلالة، حفظه الله، آخر التطورات التي تعرفھا العمالات والأقالیم المتضررة، ولا سیما على مستوى بعض المناطق التي تعذر الوصول إلیھا لیلا، والتي لم یتم تحدید الوضع القائم بھا، والشروع في عملیات الإنقاذ إلا عند مطلع النهار. وخلال هذه الجلسة، رفع المسؤولون الحاضرون للعنایة الملكیة السامیة تفاصیل الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل التعامل السریع مع هذه الكارثة الطبیعیة الكبرى. وقد همت هذه الإجراءات الاستعجالیة، التي شكلت موضوع تعلیمات جلالة الملك وتتبعه الدائم منذ اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال، والتي شھدت تدخل القوات المسلحة الملكیة، والسلطات المحلیة، ومصالح حفظ النظام، وفرق الوقایة المدنیة، وكذا القطاعات الوزاریة المعنیة، بالأساس: – تعزیز الوسائل وفرق البحث والإنقاذ من أجل تسریع عملیة إنقاذ وإجلاء الجرحى، – تزوید المناطق المتضررة بالماء الصالح للشرب، – توزیع حصص غذائیة وخیام وأغطیة على المنكوبین، – الاستئناف السریع للخدمات العمومیة. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أنه تنفیذا للتعلیمات السامیة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئیس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكیة، نشرت القوات المسلحة الملكیة، بشكل مستعجل، وسائل بشریة ولوجیستیة مھمة، جویة وبریة، وكذا وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق للبحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي میداني. وفي هذا الإطار، أعطى صاحب الجلالة تعلیماته السامیة بھدف مواصلة كافة أعمال الإنقاذ بشكل عاجل على الصعید المیداني، وكذا من أجل : – الإحداث الفوري للجنة بین وزاریة مكلفة بوضع برنامج استعجالي لإعادة تأهیل وتقدیم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة على مستوى المناطق المتضررة في أقرب الآجال. – التكفل بالأشخاص في وضعیة صعبة، خصوصا الیتامى والأشخاص في وضعیة هشة. – التكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية. – تشجیع الفاعلین الاقتصادیین بھدف الاستئناف الفوري للأنشطة على مستوى المناطق المعنیة. – فتح حساب خاص لدى الخزینة وبنك المغرب بھدف تلقي المساهمات التطوعیة التضامنیة للمواطنین والھیئات الخاصة والعمومیة. – التعبئة الشاملة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، بجمیع مكوناتھا، من أجل تقدیم الدعم ومواكبة المواطنین في المناطق المتضررة. – تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية (أدوية، خيام، أسرة، مواد غذائية ..) على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة كل أشكال الكوارث وتقرر، أیضا، الإعلان عن حداد وطني لمدة ثلاثة أیام، مع تنكیس الأعلام الوطنیة فوق جمیع المباني العمومیة. من جھة أخرى، أعطى جلالة الملك أمیر المؤمنین تعلیماته السامیة لوزیر الأوقاف والشؤون الإسلامیة لأداء صلاة الغائب، بمجموع مساجد المملكة ترحما على أرواح ضحایا هذه الكارثة الطبیعیة. وأعرب جلالة الملك، أیضا، عن خالص تشكرات المملكة المغربیة للعدید من البلدان الشقیقة والصدیقة، التي عبرت عن تضامنھا مع الشعب المغربي في هذا الظرف، والتي عبرت العدید منھا عن استعدادها لتقدیم المساعدة في هذه الظروف الاستثنائیة. حضر جلسة العمل هاته السادة عزیز أخنوش رئیس الحكومة، وعبد الوافي لفتیت وزیر الداخلیة، وخالد آیت الطالب وزیر الصحة والحمایة الاجتماعیة. كما حضر هذه الجلسة الفریق أول محمد بریظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكیة وقائد المنطقة الجنوبیة، والفریق أول محمد هرمو، قائد الدرك الملكي، والطبیب اللواء محمد عبار، مفتش مصلحة الصحة العسكریة، والعمید إحسان لطفي المدیر العام للوقایة المدنیة، وعبد اللطیف حموشي، المدیر العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، ومحمد الأزمي، منسق مؤسسة محمد الخامس للتضامن".