في مدينة بواجهتين بحريتين الأولى تطل على البحر الأبيض المتوسط، والثانية على المحيط الأطلسي، تحتضن تاريخا قديما يعود إلى ما قبل الميلاد، يقضي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إجازته الصيفية للمرة الثالثة على التوالي، أيْ منذ اعتلائه عرش بلاده، إذ يفضل مدينة طنجة المغربية على الكثير من المدن الساحلية عبر العالم. وتوجد إقامة الملك سلمان قبالة شاطئ جبيلة بالواجهة المطلة على المحيط الأطلسي، ولا يرتاد المصطافون هذا الشاطئ بسبب التحذير من عدم صلاحية مياهه للسباحة، ممّا يجعل سكان طنجة وزوارها يتجهون إلى بقية الشواطئ الصالحة للسباحة، خاصة شاطئ أشقار الذي يوجد شمال الإقامة أو شاطئ سيدي قاسمجنوب الإقامة، أو شواطئ واجهة البحر الأبيض المتوسط. وقرب الإقامة ببضع عشرات من الأمتار، توجد مغارة هرقل، إحدى أشهر المغارات في إفريقيا، يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، بيد أنها لم تكتشف إلّا مع بدايات القرن التاسع عشر، نُسجت حولها الكثير من الأساطير، ويعود اسمها إلى البطل الإغريقي هرقل، وتوّفر المغارة منظرا أخاذا، عبارة عن فتحة واسعة على المحيط الأطلسي، زيادة على نحوتات صخرية بديعة. وبمسافة لا تتجاوز أربعة كيلمترات شمالا عن إقامة الملك، يوجد كاب سبارطيل، أو "رأس سبارطال"، وهو عبارة عن مرتفع ب315 مترا، يوجد فيه منظر بحري على المحيط الأطلسي، زيادة على منظر من الغطاء الأخضر، كما يتوفر على منارة قديمة أنشأت عام 1864، وتقول الأساطير إن هذه المنطقة تحتضن القارة الأسطورية أطلانتيس. وفي الجهة المطلة على البحر الأبيض المتوسط من المدينة، توجد الكثير من الأماكن السياحية الفريدة، منها مقهى الحافة، المكان المفضل للكاتب المغربي الراحل محمد شكري، حيث يتناول روادها طبق "البيصارة" المكوّن من الفول والزيت، زيادة على شاي بالنعناع. في الجهة ذاتها، يوجد متحف القصبة، الذي كان في ما مضى قصرا للسلطان، يعود تاريخه للقرن السابع عشر، ويعرف في المدينة باسم "دار المخزن"، وقد أعادت السلطات ترميمه وتنظيمه حتى يستطيع التعريف بجميع الحضارات التي تعاقبت على مدينة طنجة. ويبقى مركز مدينة طنجة مغريا بالزيارة، لطبيعته الهندسية الجميلة وتوفره على الكثير من المرافق والمحلات التجارية والمطاعم ودور العبادة التي تشهد على التنوع الديني، ويتوفر المركز على ساحة معروفة باسم فارو، أو "سور المعجازين" (سور الكسالى)، حيث توجد مدافع وجلسة يطل فيها الزائر من بعيد على الجارة اسبانيا التي لا تبعد عن المدينة سوى ب14 كيلومترا.