بين مؤيد ومعارض، مستجيب ومقاطع ستجري الإنتخابات التشريعية يوم 25 نونبر الجاري، وسط أصداء لم نعهدها من قبل حيث تتعالى الأصوات والهتافات المطالبة بالمقاطعة والأخرى التي تحث على المشاركة بهدف إيصال الصوت وإثبات الذات. والكل يطرح نفس السؤال "مالجديد؟" فالوجوه المتصدرة للوائح الإنتخابية لم تتغير، والشعارات البالية صامدة، والرموز المثيرة للضحك ثابتة تملأ الجدران والواجهات بين جمل وتفاحة وعربة وسفينة...، مع أن العالم من حولنا يتغير ويشهد التطور والتحول الجذري ويسعى للمضي قدما، والمثير في الأمر أن هذا التحول يلاحظه البسطاء ودوي الدخل المحدود ونخبة من المثقفين، أما السياسين فيغظون الطرف ويتشبثون بمبادئهم البالية وأسطواناتهم التي تأكلت من كثرة الإستعمال، ولم يقتنعوا بعد أن المجتمع يمر بفترة الصحوة وينفض الغبار الذي تراكم عليه خلال فترة السبات العميق، لم تعد تبهره أصوات الطبول والمزامير التي تدعو لإنتخاب مرشح دون الأخر، ولم تعد تنفعه المأدبات والولائم التي تقدم خلال فترة الإنتخابات، وأصبح يغير المحطة مع ظهور أي وجه قديم يقدم وعود قديمة وإن لم يغير فيكثر من الإستهزاء والضحك تحت شعار "كثرة الهم تضحك"، وحتى البسطاء الذين يساومنهم على أصواتهم أصبحوا يتصرفون بذكاء فيقبضون الثمن ويقدمون الصوت الملغي، فالمواطن اقتنع أن الحملة الدعائية الإنتخابية مشروع فاشل، يتعامل مع العقول بسطحية واستخفاف، كما سئم الوعود الملونة التي تطير بعد إغلاق مكاتب الإقتراع بدقائق.
فعلا لا جديد في حملاتنا الإنتخابية، لكن الجديد في مجتمعنا واضح وحق التعبير عن الرأي حاضر بقوة، ولأول مرة في تاريخ الدورات الإنتخابية نجد النقاش بين الأفراد معلنا، حيث أصبحت الأصوات مسموعة ولم يعد المواطن البسيط يحتفظ برأيه لنفسه، لكنه رفض سطحية وبدائية الحملات بالصوت العالي،وعن الوضع الإنتخابي بصفة عامة تنقسم الأراء ووجهات النظر، فهناك من يظل يدافع عن الأمل الضئيل الذي يحمله لبعض الأحزاب مستعينا بنظرة تفاؤلية مؤكدا وجود الأخيار في زمن الأشرار منتظرا التغيير الإيجابي، ومنهم من أعلن الحرب على الجميع فاقدا الأمل مدونا وعودا سمعها من قبل ولازال ينتظرها على أرض الواقع.
تضل أسئلة كثيرة تفرض نفسهاوتبحث عن مجيب، فمتى سيقتنع مرشحونالأعزاء بالوضع الجديد؟وهل سيحاولون البحث على طرق جديدةلتضليل المواطن؟ أم سيصلون لحقيقة أنه لامفر من تحقيقبعض الوعود حفاظا لماءالوجه وضمانا لمقعد الدورة الإنتخابية القادمة؟...