مع إطلالة موسم الأفراح، تعود ظاهرة ضجيج الموسيقى والألعاب النارية ثم مواكب العرسان، لتثير الكثير من الجدل في أوساط الاهالي الذين يشتكي الكثير منهم من الإزعاج الممتد إلى حدود ساعات الصباح. كثير من المواطنين يردّون احتجاجهم في صدورهم، وإنْ كانوا متضررين من أصوات الأجواق المنبعثة من مكبّرات الصوت ذات التردّد العالي، لكن ثمّة آخرون يروْن ألّا بأس في ذلك، ما دام أنّ الأمر يتعلّق "بصُداع لحظي". وإذا كانت الرخص الممنوحة من طرف السلطات، لنصب خيام الأعراس في الشارع العام تحدد سقفا زمنيّا معيّنا ينبغي التوقّف عند بلوغه، احتراما لراحة الجيران، فإن هذا القانون لا يُحترم في الغالب من طرف منظمي العرس. قبل عدة سنوات، بادرتْ رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك إلى إثارة هذا الموضوع، وطالبتْ، في مراسلة موجّهة إلى السلطات المحلية ومسؤولي المدينة، بإبعاد قاعات الأفراح الخاصّة بتنظيم الحفلات عن الأحياء التي يقطنها المواطنون، أوْ فرْض معايير خاصّة وصارمة على كل من يريد إقامة قاعة للحفلات في المناطق المأهولة بالسكان. ومن هذه المعايير، أن تكون القاعة مجهزة بحوائل تمنع تسرّب الصوت، وتزويدها بآلة خاصّة تكون مرتبطة، من خلال الحاسوب، بجهاز لدى السلطات، لقياس نسبة الضوضاء، للتأكّد من استحالة وصولها إلى المواطنين القاطنين جوار القاعة. غيْرَ أنَّ ما تسببّه حفلات الأعراس من إزعاج لا يقتصر فقط على الضوضاء المنبعثة من قاعات الحفلات أو الخيام المنصوبة في الحارات أو في أسطح المنازل، بل أيضا في بعض العادات المصاحبة، وخصوصا إطلاق الألعاب النارية ومنبهات السيارات بالليل رغم أنّ قانون السير يمنع استعمال منبه السيارة ليلا، لكنّ فرحة الاحتفال تدفع أصحاب الأعراس إلى ضرب هذا القانون عرْض الحائط. وتشير الشكاوى المتكررة إلى أن الألعاب النارية التي تصاحب المواكب تتسبب في إصدار أصوات عالية ومزعجة، مما يؤثر على النوم والراحة العامة للسكان المجاورين. إذ يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات النوم والتوتر نتيجة لهذه الضوضاء المزعجة خلال ساعات الليل الهادئة. لذلك، يطالب العديد من السكان، بتنظيم أفضل لمثل هذه الفعاليات الليلية، مثل تحديد مواعيد إطلاق الألعاب النارية مسبقًا بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المسؤولة، وكذا تقييد الضوضاء المسموح به.