لأول مرة في تاريخه، سيستورد المغرب الأغنام لعيد الأضحى. مع العلم أن العرض من الماشية المحلية يتجاوز بكثير الطلب الوطني، العملية بحسب تصريحات مهني القطاع تهدف أساسا إلى تحديد سعر مرجعي للأغنام، من أجل تحقيق الاستقرار في السوق في مواجهة سلوك المضاربة. وبالتالي، سيتم استيراد حوالي 100.000 رأس من إسبانيا ورومانيا وإيطاليا وبولندا، ومن دول أخرى، بحسب تصريحات رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، محمد كريمين. كما تجري الاستعدادات على قدم وساق لضمان توافر الثروة الحيوانية بكميات كافية وبنوعية مرضية، حيت أكد المتحدث إن المعروض من 6 ملايين ذكر و500000 من إناث الأغنام يتجاوز الطلب المقدر ب 5.5 مليون. علاوة على ذلك، يؤكد محمد كريمين أن الحالة الصحية للماشية ممتازة، مدعومة بالفحوصات المفاجئة التي أجرتها فرق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا". من ناحية الأسعار، لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، ولكن من المتوقع أن تعرف بعض الانخفاض، بالنظر إلى التكلفة الإضافية الناجمة عن زيادة جميع المدخلات. إنها ليست مسألة سد أي عجز يضيف رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، إنما عملية الاستيراد سوف تخلق تأثيرًا نفسيًا وستكون بمثابة مرجع لتثبيت الأسعار ومواجهة سلوك سوق المضاربة. وكانت الحكومة قد طالبت من مهنيي قطاع اللحوم الحمراء، مواصلة الجهود لتسريع وتيرة الاستيراد، من أجل ضمان وفرة الإنتاج والتموين المستمر للسوق الوطنية بأثمان معقولة، مؤكدا أن الحكومة ستواكب المهنيين عبر اتخاذ التدابير اللازمة. وكشف بلاغ لرئاسة الحكومة، أنه لحد الآن تم منذ بداية عملية الاستيراد، شهر فبراير 2023، استيراد حوالي 22 ألف رأس من الأبقار وحوالي 10 آلاف رأس من الأغنام. والتقى رئيس الحكومة بممثلين عن الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء (FIVIAR)، والكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (COMADER)، والجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز(ANOC)، والفيدرالية البيمهنية لسلسلة الحليب (FIMALAIT)، وممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب(CGEM). وشهد اللقاء حضور محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، وعبد الله الجناتي، المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. الاجتماع تطرق لاستعدادات عيد الأضحى، حيث تم الوقوف على الحالة الصحية الجيدة للقطيع، بفضل المجهودات المتواصلة التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" في مجال المراقبة الصحية المستمرة للقطيع الوطني وحماية القطيع من الأمراض الحيوانية المعدية، وعلى وتيرة عملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة للعيد. كما خصص الاجتماع أيضا لتدارس وضعية قطاع اللحوم الحمراء والتدابير الكفيلة بتطويره وتنميته على الصعيد الوطني، وكذا وضعية تموين السوق الداخلي، ووتيرة عملية الاستيراد الحيوانات المعدة للذبح، التي ستمكن من استقرار الأسعار والمحافظة على القطيع الوطني وإعادة تشكيله.