تكاد مدينة طنجة، لا تعرف النوم منذ عدة ليال، مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، بسبب استمرار تدفق المواطنين والمواطنات على التسوق. ويجمع تجار ومتبضعون على أن المدينة "لا تعرف النوم مع اقتراب العيد"، في إشارة إلى امتلاء شوارعها وأسواقها، حتى ساعات متأخرة من الليل. وتعج المدينة بالمتسوقين، وامتلأت الشوارع بالباعة المتجولين الذين يفترشون الأرصفة والطرقات، فيما تقدم المتاجر عروضا على مدار الساعة. ويقول "مصطفى" (46 سنة)، وهو موظف بالقطاع العام، بينما كان يتسوق من متاجر في شارع مكسيك الأشهر بطنجة "تقترب الساعة من منتصف الليل ولا تجد لك موضع قدم، كأن المدينة كلها لا تعرف النوم.. الكل في الأسواق". وعلى الرغم من أن مصطفى الذي لم يتقاضى بعد أجرته الشهرية كغيره من الموظفين والأجراء، اشتكى من غلاء الأسعار، غير أنه أشترى ملابس العيد لجميع أفراد أسرته المكونة من طفلتين بالإضافة إلى زوجته. ويعتبر أنه "على الرغم من الغلاء، لا بد من شراء ملابس جديدة للعيد تعبيرا عن الفرحة.. بعد ساعات طويلة من الصيام، يمكن التسوق دون عناء في ساعات الليل".. ولم تقم الحكومة هذه السنة، بصرف رواتب واجور موظفات وموظفي القطاع العام مثلما جرت العادة مع اقتراب الأعياد لتمكين المواطنات والمواطنين من قضاء حاجياتهم. وفي متجر بذات الشارع، ترى "حنان" أن التسوق يتيح فرصة الخروج ليلا في رمضان، مسجلة أن "الأسعار مرتفعة بشكل كبير .. لكن لا بد من التسوق واقتناء حاجيات العيد". ولا يقتصر الأمر على شارع ميكسيك، حيث انتشر عشرات الباعة المتجولين في شارع الحرية الذي يضم فندق المنزه وساحة "9 أبريل". فيما يقبل الناس على اقتناء مختلف المنتجات وسط الصياح المتعالي الذي يعرض تخفيضات خاصة بالعيد وأصوات منبهات السيارات، وأصوات أخرى لأناشيد وأغاني لباعة يتجولون في نفس المكان. هوس التسوق ملابس العيد وشراء الجديد وإقتناء الحلويات، هو العنوان البارز لعادات التسوق في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، حيث تعرف المتاجر إقبالا على شراء مستلزمات العيد، من ألبسة تناسب الاحتفاء بالمناسبة بين الأهل والأحباب في جو من الفرحة والبهجة. المخابز والمحلات المتخصصة في بيع الحلويات، بدت هي الأخرى في ذروة نشاطها، بعدما أقبل عليها الناس لشراء ما لذ وطاب من الحلويات، في ظاهرة تعكس التحول في عادات ساكنة طنجة، التي باتت شريحة كبيرة منها تفضل شراء الحلويات الجاهزة بدل إعدادها في المنزل وانتظار نضجها على نيران أفران الحي.