شكل مطلب إحداث مستشفى خاص بأمراض السرطان، محور مطالب ملحة لمختلف الفعاليات السياسية والمدنية بإقليم الحسيمة، الذي يسجل أكبر نسب الإصابة بهذا الداء الخبيث على المستوى الوطني، وهو الوضع الصحي الذي تفسره مصادر مختلفة بأنه نتيجة الحرب الكيماوية على الريف، خلال عشرينيات القرن الماضي. ويحمل برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة "منارة المتوسط"، الذي أطلقه الملك محمد السادس، في 17 أكتوبر من العام 2015، بادرة أمل كبيرة لسكان المنطقة، من خلال برمجة توفير عرض صحي يجيب عن حاجيات سكان المنطقة، التي يعتبر مركز علاج داء السرطان، أحد تجلياته. ومن المنتظر، أن يتم الانتهاء من أشغال إنجاز هذا المركز التي انطلقت في أبريل الماضي بمركز الإقليم بالحسيمة، خلال الأسابيع المقبلة، وهو المشروع الذي تم رصد غلاف مالي بلغ 15 مليون درهم. وبالإضافة إلى مركز علاج داء السرطان في الحسيمة، خصصت وزارة الصحة في إطار هذا برنامج "منارة المتوسط" اعتمادات بقيمة 330 مليون درهم ستوجه لبناء وتجهيز المؤسسات الصحية بالإقليم ودعم العرض الصحي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة. مما من شانه أن يساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة وسد الفراغ والخصاص الذي تعاني منه عدد من مراكز الإقليم . وهكذا، فسيتم بناء وتجهيز مستشفى إقليمي جديد على مستوى مركز جماعة آيت يوسف أوعلي، وبناء وتجهيز 5 مراكز صحية على صعيد الاقليم، وتجهيز مركز الانكولوجيا بالآلات البيوطبية الحديثة وترميم وتجهيز مختلف المؤسسات الصحية بالإقليم. ويشكل برنامج "منارة المتوسط"، عبارة عن مشروع مندمج روم تنمية الوسطين الحضري والقروي لإقليم الحسيمة، وكذا تعزيز المكتسبات والإنجازات المحققة منذ الخطاب الملكي التاريخي ل 25 مارس 2004 بالحسيمة، مستدلا في هذا الصدد بإنجاز المراكز الاستشفائية المتخصصة، وبناء مطار الشريف الإدريسي، وتهيئة منطقة صناعية، وإنجاز عدد من المشاريع الاجتماعية، الموجهة بالأساس للشباب والفئات الهشة.