علقت صحيفة "ديلي ميل" على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي فاز في الجولة الأولى فيها مرشح التغيير إيمانويل ماكرون ومرشحة الجبهة الوطنية ماريان لوبان. وتقول الصحيفة إن المثير هو أنه في حالة فوز ماكرون، فإن زوجته بريجيت ترونو، التي تكبره ب19 عاما، ستكون بمثابة جدته، مستدركة بأن المدرسة السابقة، البالغة من العمر 64 عاما، وقفت إلى جانبه بعد إعلان فوزه في الجولة الأولى. وينقل التقرير، الذي ترجمته، عن ماكرون، الذي تحدث لمؤيديه بعد فوزه بنسبة 23.75%، متقدما على لوبان، التي فازت بنسبة 21.53%، قوله: "لقد طوينا صفحة في تاريخ فرنسا". وترى الصحيفة أن "النتائج في الجولة الثانية، المقرر عقدها في 7 أيار المقبل، ستترك آثارها على بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبي، فمن جهة تريد لوبان إعادة التفاوض حول عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، أما ماكرون فيرغب بإقامة علاقة قريبة مع الاتحاد". ويرجح التقرير أن يكون ماكرون وترونو ساكني الإليزية القادمين، حيث سيكون ماكرون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا الحديث، مشيرا إلى أن المرشح الرئاسي التقى بزوجته عندما كان في سن الخامسة عشرة، حيث كانت مدرسته، فقدم وعدا مدهشا لها. وتورد الصحيفة نقلا عن ترونو قولها لمجلة "باري ماتش" إنه "في سن السابعة عشرة قال لي إيمانويل: مهما فعلت سأتزوجك"، لافتة إلى أن العلاقة بدأت عندما شارك إيمانويل في بعض تمثيليات ترونو عندما كان في سن 18 عاما في مدرسة يسوعية خاصة في أميان في شمال فرنسا. ويلفت التقرير إلى أنه بعد ذلك تزوجت بريجيت، وأنجبت ثلاثة أطفال، وكانت تشرف على ناد للدراما، وكان ماكرون عاشقا للأدب وكان يخطط لأن يصبح روائيا للنادي، وبعد ذلك انتقل إلى باريس في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية، ويتذكر أنهما كانا على تواصل مستمر، حيث يقول: "قضينا ساعات طويلة على الهاتف، ساعات وساعات على الهاتف"، وقالت بريجيت في فيلم وثائقي: "شيئا فشيئا تجاوز المعوقات كلها بطريقة لا تصدق وبصبر"، وأضافت أنه "لم يكن صبيا، لكنه أقام علاقة متساوية مع أشخاض ناضجين". وتفيد الصحيفة بأن بريجيت انتقلت بعد ذلك إلى باريس لتكون مع ماكرون، وهما معا منذ ذلك الوقت، وتزوجا عام 2007 ، مع أنها لم تحمل اسمه، وتعمل الآن في حملته، وقال ماكرون لقناة تلفازية فرنسية: "لا أخفيها، وهي هنا في حياتي، ودائما كانت معي"، وقبلها في خطاب انتخابي له الشهر الماضي على المسرح، وقال لمؤيديه: "أنا مدين لها بالكثير؛ لأنها عملت الكثير لتجعلني الشخص الذي أنا عليه الآن"، وقال إن زوجته لن تكون أبدا وراءه، وأضاف: "لو تم انتخابي، آسف لو تم انتخابنا، فستكون هناك، وسيكون لها دور ومكان". وينوه التقرير إلى أن ماكرون درس الفلسفة في جامعة ناتري، وانضم إلى مدرسة النخبة المدرسة الوطنية للإدارة، وعمل بعد عمله في الخدمة المدنية لعدد من السنوات في مجال الاستثمار في مؤسسة روتشيلد المالية، وترفع في عمله، وحقق الملايين قبل أن يصبح مستشارا ماليا للرئيس فرانسوا هولاند عام 2012، وبعد ذلك وزيرا للاقتصاد. وتذكر الصحيفة أن ماكرون نفى في شهر شباط أنه مثلي، وأن "لوبي مثليين" يدعمه، وسخر من الشائعات حول مثليته في لقاء مع مدير راديو فرنسا ماثيو غاليه، مشيرة إلى أن ماكرون تعهد بعد فوزه بتوحيد "الوطنيين" الفرنسيين. وبحسب التقرير، فإن الاستطلاعات تشير إلى أن المستثمر السابق يمكنه هزيمة لوبان بسهولة في انتخابات لن يشترك فيها أي من المرشحين التقليديين من اليمين واليسار منذ أكثر من ستة عقود، مستدركة بأنه رغم عمل ماكرون في حكومة الاشتراكيين بزعامة هولاند، إلا أنه يقدم نفسه على أنه رجل "خارج" النخبة السياسية التقليدية، وأعلن عن تشكيل حركته "إلى الأمام"، حيث يقول إن التحدي الآن هو حل المشكلات التي لم تكن النخبة قادرة على حلها منذ 30 عاما. وتبين الصحيفة أن ماكرون أكد طوال حملته الانتخابية أن فرنسا استثنائية، ومستعدة لانتخاب رئيس مؤيد للعولمة، في وقت يكسب فيه اليمين المتطرف حول العالم. ويورد التقرير أن سعر اليورو زاد بعد إعلان النتائج، وقال المحلل هولغر شميدينغ من بنك "بيرنبيرغ": "من المحتمل أن تكون الانتخابات نقطة تحول في فرنسا وأوروبا". وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن ماكرون حصل على دعم المرشحين الخاسرين الاشتراكيين والجمهوريين.