تعكف المديرية العامة للأمن الوطني؛ على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج جديد للإنذار والبحث عن الأطفال المختفين والمصرح بغيابهم في ظروف مشكوك فيها. ويقوم البرنامج، الذي يتم إعداده بشراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني وشركة " ميتا " المالكة لمواقع التواصل "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام"، على مراجعة شاملة لمسطرة التبليغ عن الأطفال المختفين والبحث عنهم من قبل مصالح الشرطة المختصة، حيث سيتم تعديل آلية التبليغ لتأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المعطيات الحاسمة في تحديد مكان الطفل المختفي؛ من قبيل هواياته ومشاكله الشخصية والأماكن التي يحتمل تردده عليها. ويحاكي البرنامج في بعض مرتكزاته آلية «Amber Alert» الأميركية المتواجدة على منصة "فيسبوك" الخاصة بالتبليغ والبحث عن الأطفال المفقودين، وإشراك الأنظمة المعلوماتية الجديدة لتسريع العثور عليهم وحمايتهم. ويتضمن البرنامج على المستوى العملي خطوات جديدة للبحث عن الطفل المختفي، تتمثل في الشراكة مع مؤسسة ميتا التي ستسمح بتعميم نشرات إنذارية آنية حول حالات الاختفاء على شبكة "فيسبوك"، تغطي في البداية جميع الحسابات المفتوحة ضمن الرقعة الجغرافية التي تم تسجيل الاختفاء بها، قبل أن يتم تعميمها تدريجيا على نطاقات جغرافية أوسع. كما ستسمح الشراكة وما يتبعها من فتح منصة "فيسبوك" أمام مصالح الأمن الوطني لنشر وتعميم نشرات إنذارية حول حالات اختفاء الأطفال، بتدعيم فرضيات تحديد مكان الأطفال المختفين وفق مدد زمنية أقل، فضلا عن الرفع من فرص تحييد أخطار الاعتداءات الجسدية أو النفسية التي يمكن أن يتعرضوا لها خلال فترة الاختفاء، سواء كان قسريا أو طوعيا. وشهد عدد من المدن المغربية؛ السنتين الأخيرتين، عدة حوادث اختطاف تحولت إلى قضايا رأي عام منها قضية اختطاف طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات بمدينة القنيطرة في 22 شتنبر الماضي في ظروف غامضة قبل أن يتم العثور عليها في صباح اليوم الموالي في حافلة للنقل، واغتصاب ومقتل الطفل عدنان البالغ من العمر 12 سنة بمدينة طنجة شمال المغرب، خلال أواخر شتنبر 2021، إضافة إلى اختطاف الطفلة "نعيمة" في منطقة زاكورة قبل أن يتم العثور عليها مقتولة في ظروف غامضة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب. إلى ذلك، اعتبرت منظمة "ما تقيش ولدي"، وهي منظمة غير حكومية، في بلاغ لها؛ أن خلق وتفعيل برنامج خاص بالإنذار والبحث عن الأطفال المختفين والمختطفين، خطوة ستساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة البحث عن الأطفال المختفين و المختطفين والعثور عليهم بسرعة، مناشدة جميع المغاربة من أجل التفاعل مع هذه الآلية التي لن تكون فعالة بدون انخراط الجميع.