في أول تفاعل منه على الأحداث التي عرفتها مدينتا إمزورن وني بوعياش بإقليمالحسيمة، مساء أمس الأحد، دعا إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى "الاحتكام إلى منطق الهدوء وضبط النفس"، معربا عن تأثره لما وقع من أعمال تخريب مجمع سكني مخصص لموظفي الأمن. ومساء أمس الأحد، قام مجموعة من الأشخاص قامت، عقب عودتها من وقفة احتجاجية بمركز جماعة أيت يوسف وعلي، بالاعتداء على إحدى الإقامات السكنية المخصصة لأفراد الأمن الوطني بإيمزورن ، حيث عمدت إلى رشقها بالحجارة وإضرام النيران بمحيطها. بحسب ما أفادت به السلطات المحلية. وقال العماري، على متن تدوينة نشرها عبر صفحته الشخصية بشبكة فيسبوك، " تألمت كثيراً لما حدث ويحدث. وإن كنت لا أتكلم كثيرا عما يحدث في الإقليم، فأنا جد متأثر وقلق لما آلت إليه الأوضاع.". ورفض تحميل المسؤولية لأي طرف أو جهة قائلا " لست في موقع يخول لي تحميل المسؤولية لجهة معينة دون غيرها. ". وأكد رئيس المجلس الجهوي المنحدر من أحد دواوير إقليمالحسيمة على "أن الاختلاف شيء ضروري وإيجابي، وإن إرساء قواعد تدبير الاختلاف كان هدفه لدى مختلف الشعوب تحقيق التقدم والتطور وتحصين المكتسبات." مضيفا أن الاختلاف سلوك للإنتاج ولخلق قيم مضافة لتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، وحسن تدبير الاختلاف يوفر الشروط الموضوعية لترجمة الأحلام إلى واقع. ورأى العماري، أن ممارسة الاحتجاج السلمي هو إحدى الآليات الحضارية لتدبير الاختلاف، وتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. محذرا في الوقت نفسه من أن يقود هذا الاحتجاج إلى الإفراط وضرب كل ما تمت مراكمته في الماضي. واعترف المسؤول الجهوي وابن منطقة الريف أن "ما تم تحقيقه في المنطقة لحد الآن لا يرقى إلى طموحات ومطالب وتطلعات الساكنة بجميع أطيافها وتعبيراتها." ناسبا الفضل فيما تحقق على قلته بالمقارنة مع الحاجيات، إلى مساهمة الجميع، كل من موقعه، سواء من موقع السياسي أو الحقوقي أو المجتمع المدني أو الفنان أو المثقف أو المقاول. " وهو مجهود ساهمت فيه المرأة من مختلف المواقع التي تشتغل فيها، والمواطنون الفقراء وغير الفقراء."، على حد ما جاء في تدوينة العماري. وعرج العماري من خلال منشوره الفيسبوكي للدعوة إلى صيانة وحراسة ما تم تحقيقه بفضل التضحيات، ومواصلة السير والعمل من أجل تحقيق المطالب الأخرى. لافتا إلى أن لكل فرد أو جماعة أسلوبهم الخاص وطريقتهم في العمل ومواصلة السير إلى الأمام. مع تأكيده على أن "الأساسي هو أن لا نختلف حول المطالب التي نريد والتطلعات التي نرنو إلى تحقيقها.". "فالاختلاف الإيجابي يجب أن ينصب على الطرق والسبل التي ينبغي اتباعها لتحقيق ما نريد من خير لأبناء المنطقة." يضيف العماري عبر تدوينته التي أكد من خلالها على أن "ما حدث ويحدث يحثنا جميعا على الاحتكام إلى منطق الهدوء وضبط النفس على درب الاستمرار في العمل من أجل تحقيق المطالب." وختم إلياس العماري بالقول أن "استعمال العقل هو الذي يفرض على الإنسان السير والعمل بهدوء. ولنا دروس وحكم من أجدادنا تحثنا على الانتصار للهدوء."، حسب نص ذات المنشور الفيسبوكي. وحسب السلطات المحلية لإقليمالحسيمة، فقد خلف الاعتداء الذي قام به الأشخاص المذكورون، تفحم 4 سيارات وحافلة تابعة للقوات العمومية وسيارة أخرى في ملك الخواص، كما تم إلحاق أضرار مادية بالإقامة السكنية المذكورة وبشاحنة صهريجية تابعة للوقاية المدنية. وأشار المصدر إلى أن القوات العمومية قد تدخلت لاستتباب الأمن، كما تم فتح بحث من طرف السلطات الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في هذه الأفعال وتقديمهم إلى العدالة.