تحل اليوم الأربعاء الذكرى الأولى لاعتداءات 22 مارس ببروكسل التي استهدفت مطار "زافنتم" الدولي ومحطة "مالبيك" لمترو الأنفاق والتي خلفت 32 قتيل ومئات من الجرحى من جنسيات مختلفة، في أسوأ هجمات تعرفها البلاد. ففي يوم الثلاثاء 22 مارس من السنة الماضية استيقظت العاصمة الأوروبية على دوي انفجارين عنيفين أدخلا البلاد في حالة من الذعر والخوف لا زالت آثارها بادية على الرغم من مظاهر الوحدة والتضامن التي عبر عنها البلجيكيون من أجل التصدي لهذه الأعمال الإرهابية. فقد كشفت دراسة أجراها المعهد البلجيكي للسلامة الطرقية أن كل بلجيكي من أصل ثلاثة قام بتغيير نمط معيشته وسلوكه بعد اعتداءات بروكسل. وأوضحت الدراسة حول مدى شعور البلجيكيين بالأمن بعد الهجمات الإرهابية، أن البلجيكيين باتوا يتجنبون الأماكن المزدحمة، كمراكز التسوق أو دور السينما التي سجلت انخفاضا في مداخيلها وصلت أحيانا إلى 20 في المائة. وخلصت الدراسة إلى أن نحو 20 في المائة من بين 2100 شخص شاركوا في الاستطلاع يرجحون وقوع هجوم آخر في أي وقت، كما أشار نصف المشاركين إلى أن القلق من احتمال وقوع هجوم إرهابي مماثل يؤرقهم ليلا، ورأى غالبية المستطلعين أن التهديد الإرهابي بات يشكل جزءا من حياتهم اليومية. وتشكل عودة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق مصدر قلق السلطات البلجيكية والمواطنين على السواء من تكرار سيناريو مارس 2016. فقد سبق لوزير الشؤون الخارجية ديديي ريندرز أن أعرب عن قلقه من ارتفاع وتيرة عودة هؤلاء المقاتلين لأوروبا بعد الهزائم التي تكبدها مؤخرا تنظيم الدولة في سوريا والعراق. كما قال وزير الداخلية يان هامبون للصحافة إن "بلدنا بات أكثر أمنا الآن"، إلا أنه حذر من خطر عودة المقاتلين الأجانب الذين خاضوا معارك في سوريا. وعشية تخليد الذكرى الأولى لاعتداءات بروكسل، كشفت صحف محلية عن معلومات بوجود أسلحة وأشخاص مستعدون للقيام بهجمات جديدة استنادا لتسجيلات صوتية للفريق الانتحاري الذي قام باعتداءات 22 مارس. وكانت الشرطة البلجيكية قد أكدت في وقت سابق أنها لا تزال تبحث عن الأسلحة المخبأة في مكان ما في مدينة بروكسل والتي قد تكون جاهزة للاستخدام في هجمات أخرى. وتشير الشرطة إلى أن محمد بريني أحد الانتحاريين الذي بقي على قيد الحياة، والمعتقل حاليا في بلجيكا، قد اعترف فعلا بوجود أسلحة ولكنه نفى علمه بمكانها. وتسعى الحكومة البلجيكية إلى مواجهة هذه التهديدات من خلال الحفاظ على درجة الإنذار في المستوى الثالث مع تعزيز انتشار الجنود في وسائل النقل العمومي والمعالم الكبرى للمدينة والمؤسسات الحساسة، كما تم تعزيز قانون مكافحة الإرهاب، فيما لازالت الشرطة تقوم بعمليات مداهمة بحثا عن أشخاص قد تكون لهم علاقة بمجموعات مسلحة. غير أنه وعلى الرغم من هذه التهديدات، تمكنت بلجيكا من كسب الرهان الاقتصادي من خلال نجاحها في الحد من الانعكاسات السلبية لهذه الاعتداءات على الاقتصاد الوطني وعودة الحياة لعدد من القطاعات المتضررة. فقد أكد وزير التشغيل والاقتصاد كريس بيترز الجمعة الماضية أن تداعيات اعتداءات بروكسل كانت محدودة نسبيا، مؤكدا أن الاقتصاد الوطني تمكن من استعادة وتيرته. واعتبر الوزير أن المواطنين والمقاولين ردوا على الإرهاب بأفضل طريقة ممكنة وهي مواصلة التأكيد على عزيمتهم في العودة إلى نمط حياتهم العادية. وفي تقريره السنوي، أكد البنك الوطني البلجيكي أن انعكاسات اعتداءات 22 مارس بلغت 2ر0 في المائة من الناتج الداخلي الخام في وقت قدرت جامعة المقاولات البلجيكية أن الخسائر الاقتصادية بلغت 57ر0 من الناتج الداخلي الخام. واستعاد القطاع السياحي ببروكسل بريقه بعد ركود دام لعدة أشهر بعد اعتداءات 22 مارس حيث سجل ارتفاع في ليالي المبيت بفنادق العاصمة خلال عطلة سان سيلفستر والتي بلغت 85 في المائة أي بارتفاع بنسبة 20 في المائة مقارنة مع سنة 2015. كما حققت شركة الطيران (بروسل إرلاينز) أرباحا صافية بقيمة 15 مليون أورو في 2016. *و م ع