تفاعلا مع الوضع الإنساني الذي تعيش على إيقاعه عدد من مناطق جهة الشمال، بفعل الحرائق المتتالية التي خلفت أضرارا مادية كبيرة إضافة إلى خسائر بشرية، تعالت مطالب بإلغاء السهرات الفنية والحفلات الموسيقية المبرمجة ضمن مجموعة من الفعاليات والمهرجانات الثقافية. واعتبر مغردون ومدونون على صفحات التواصل الاجتماعي، أن إلغاء السهرات الفنية في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها العديد من مناطق الجهة، يجد مبرره في مشاطرة المتضررين من كارثة الحرائق التي حلت بهم، خاصة في إقليمالعرائش إضافة إلى تطوان وشفشاون، ومناطق أخرى، لمصابهم وآلامهم. وشددت تدوينات متطابقة، على أن واجب التضامن مع أهالي المناطق المنكوبة جراء الحرائق التي خلفت دمارا كبيرا في الممتلكات، يقتضي إلغاء هذه الحفلات الفنية التي تستنزف ميزانيات كبيرة، معتبرين أنه ليس من اللائق تحويل فضاءات عمومية لمسارح للرقص والغناء في وقت يعاني الآلاف تبعات الكوارث المتتالية. تأتي هذه المواقف، في وقت تستعد فيه مؤسسات ثقافية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى وضع اللمسات الأخيرة على تنظيم حفلات فنية وسهرات موسيقية مبرمجة في إطار مهرجانات سنوية لم يكن تنظيمها متاحا خلال العامين الماضيين بفعل الإجراءات المعتمدة في إطار حالة الطوارئ الصحية. بينما أعلنت مؤسسات إعلامية تشتغل بتراب الجهة، قرار عدم مواكبة أي من هذه الفعاليات الفنية والثقافية، بالنظر إلى الوضع الاستثنائي الذي تعيشه العديد من المناطق. وفي سياق متصل، أعلنت الفنانة المغربية، نجاة اعتابو، انسحابها من إحياء الحفل الفني الذي سيقام يوم السبت 30 يوليوز الجاري، ضمن فعاليات مهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث، بالتزامن مع احتفالات عيد العرش. ونشرت نجاة عبر صفحتها على الفيسبوك، بوستر الحفل، وأرفقته بهذه التدوينة: " حبابي أخبركم بأنني لن أشارك في مهرجان العرائش. مع كامل احتراماتي والله يكون معكم اللهم اجعلها بردا وسلاما قلبي معكم". وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع قرار نجاة اعتابو، وعبر معظمهم عن احترامهم لقرارها، الذي يأتي تضامنا منها مع المتضررين من الحرائق التي اندلعت في غابات الأقاليم الشمالية. وكان من المقرر أن تسدل الفنانة نجاة اعتابو الستار على فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث، التي انطلقت يوم 25 يوليوز الجاري، تحت شعار " إرث التفافات ملتقى الحضارات".