تعلق شاب بفتاة جميلة، وكان لا يمشي إلا في الطريق التي تسلكها فإذا التقاها قال: أي صدفة جميلة هذه التي جمعتنا اليوم في الطريق ! كانت تكتفي بابتسامة خجولة دون أن تتفوه بكلمة ثم تمضي مسرعة. كان يحرص على أن يتواجد في طريقها كل يوم، وكلما رآها يقول: أي صدفة جميلة هذه ! كثرت الصدف لكن الأمر لم يتجاوز حدود الصدفة الجميلة والابتسامة الخجولة. مرت الأيام واختفت الصدف الجميلةK واختفى ذلك الشاب عاشق الحياة، وظلت تنتظر وطال الانتظار، وبدا الطريق حزينا وهي تتفحص وجوه العابرين بحثا عن صدفتها الجميلة، وكانت كل مساء لا تعود إلا بخطوات أبطأها الحزن والانتظار وهي تلملم بقايا ذكريات صدفة كانت يوما ما على هذه الطريق.. عادت إلى البيت وبدأت تعيد ترتيب الستائر، وهي تنظر إلى البحر وشمس الغروب المنعكسة على زجاج النافدة.. كانت تستحضر عدد الأيام التي لم تره فيها. لم تعد تحتمل الانتظار، فبدأت تبحث عنه في كل مكان إلى أن دلها أحد على بيت أهله.. استيقظت باكرا وحملت الزهور، فلما وصلت وطرقت الباب وسألت عنه وجدته طريح الفراش يصارع المرض، وما أن رآها حتى تغيرت ملامح وجهه. حاول جاهدا رسم ابتسامة متعبة، وقبل أن يتكلم فاجأته بقولها: صدفة جميلة.. أليس كذلك ؟ فرد عليها: هل كنت تعلمين أن لقائي بك لم يكن صدفة؟ فأجابت وقد غير الخجل بياضها: وأنا أيضا كنت أتعمد ألا أغير طريقي، وينتابني الخوف كلما قاربت على نهاية الطريق وأبطئ خطواتي.. أملا في أن تجدني… صدفة!