تسعى منظمات نسائية مغربية وأوروبية، إلى مأسسة عملها لفائدة النساء، من خلال تشبيك علاقاتها على المستوى الداخلي والخارجي، بغية إعطاء إشعاع لعملها وكذا الإستفادة من التجارب الرائدة . وتروم هذه التجربة الجمعوية الجديدة، إلى التطبيق على أوسع نطاق، لجميع الصكوك الدولية والإقليمية المعنية والقواعد المتعلقة بالهجرة، والتشجيع على اعتماد نهج أكثر تماسكاً وشمولاً، وأفضل تنسيقاً في مسألة الهجرة الدولية . ترى هناء النجار وهي أول رئيسة لهيأة جديدة مهتمة بالمرأة، أن مجال هجرة النساء من الناذر العثور عليه في وسائل الإعلام . و"هيئتنا ستبذل جهودا لتسليط الضوء عليه".وتضيف النجار " جمعيتنا تمثل الضفة الموازية للهجرة من المغرب، وسندافع عن حقوق المرأة ومطالبها، وسنحث النساء على إنشاء مسار في الحياة، بعيدا عن كل مظاهر الاضطهاد والمعاناة اليومية " . لقد إختارت الجمعية الجديدة التي أطلق عليها "نساء الضفتين"، أن تشتغل بمفهوم جديد من خلال الجلوس إلى النساء، والبحث سويا عن سبل الدعم والتواصل حتى قبل أن تقرر المرأة الهجرة، مع إعطائها شروحات وتفسيرات مهمة عن بلد الإستقبال، وكذا إنشاء طرق تواصلية في البلد المستقبل للمساعدة والتوجيه . وكان أول نشاط لنساء الضفتين، هو تنظيم لقاء عام بمدينة "أميان" الفرنسية يومي 18 و 19 نوفمبر من العام الفارط. وقد تم التنسيق مع الجمعية التي تحمل هويتين فرنسية ومغربية. وإختير للنشاط عنوان أبرز تمحور حول "حقوق المرأة المهاجرة و تبادل الخبرات والتجارب" . وتحمّست العديد من الفعاليات للحضور، بمعية جمعويين أوروبيين من أصل مغربي، و ممثلون عن جمعيات من المغرب، منها "منتدى المرأة المغربية بإيطاليا FODOMI" و "جمعية التعاون إيطاليا - المغرب". وجمعية "جذور و فروع" من إسبانيا جهة كتالونيا " و جمعيتي" نساء الضفتين " و" انطلاقة المرأة " وجمعية جسور من ألمانيا . هناك إتفاق على أن النساء المهاجرات هن أكثر شريحة معاناة في الغربة، وهن الأقل حظاً، والأكثر عرضه للإستغلال والهشاشة . وإعتبرت هناء النجار أن اللقاء كان مناسبة بالنسبة لها ولزميلاتها، للإطلاع على التجربة الأوروبية في هذا المجال، وتوفير فرصة للقاء مختصين في الهجرة. وتضيف النجار أن جمعيتها الجديدة ستبذل جهودا مضاعفة لتوعية وتحسيس المهاجرات والراغبات في الهجرة قبل الوصول الى البلد المستقبل . وأعلنت خلال حديثها مع الصحيفة الإلكترونية طنجة24، بأنهم بصدد الإعلان رسميا عن إنشاء شبكة تتكون من أعضاء يقطنون في أوروبا، ستقوم بالتنسيق مع جمعية نساء الضفتين بكلا فرعيها بالمغرب وفرنسا . وعودة إلى اللقاء الذي إحتضنته مدينة "أميان"، فالحاضرات إعتبرنه لبنة أساسية لإنطلاق هذا المشروع الكبير. وكان لحضور ناشطات وفعاليات مهمة، من بينهن الوزيرة الفرنسية "باسكال بواتار" وزيرة المرأة سابقا، ومستشارات في بلدية أميان، وكذا نائبة العمدة، إشارة قوية على جدية العمل والرغبة في التبني . عرف اللقاء بروز نقاشات جد مفيدة، تبادلت خلاله المشاركات أطراف حديث مثمر، ثم تلاه جلسات أخرى للإدلاء بالاقتراحات ومواضيع عمل مشتركة و موحدة ، تسعى لخدمة المرأة والنساء المهاجرات على وجه الخصوص. أما المستشارة في بلدية أميان المغربية الفرنسية زهرة شريطة دغاس، فإعتبرت أن لقاء نونبر الماضي يدخل في إطار سلسلة من الورشات التي يتم تنظيمها مع مختلف الفاعلين والمتدخلين من أبناء الجالية. وأضافت دغاس بأن اللقاء هو حلقة فقط في إطار سلسلة ستستمر.وتم بالفعل الشروع خلال شهر مارس 2016 في تنظيم ورشة حول الشباب والهوية شاركت فيه نساء وجمعيات تهتم بالمجال . ليس هناك طموح أكبر من الوصول إلى الآفاق الواسعة للتعاون بين ضفتي المتوسط. التنسيق المتبادل سيمكن حتما من تجاوز ليس فقط الحديث الغني بالتجارب والآراء، بل إلى إزالة الحواجز والموانع القانونية التي تعيق إدماج المرأة المهاجرة . تؤمن زهرة شريطة دغاس، بأن التجارب الرائدة لدى الهيآت الفرنسية ستمكن باقي المنظمات والناشطات، من أن يكون بمقدورهن الإستفادة من التجربة الفرنسية والإدلاء بآرائهن، وكذا تبادل التجارب . وزادت دغاس في حديث لطنجة24، أنهن فكرن مليا وخرجن بنتيجة مفادها ضرورة وحتمية تكوين شبكة على المستوى الأوروبي، وعلى مستوى ضفتي المتوسط، للعمل سويا من أجل خدمة النساء. تقول دغاس أيضا " نريد تعميم الإستفادة وتخصيص جميع التجارب الماضية لتستفيد منها الفاعلات الجمعويات، للتوعية حول قضايا العنف، وتعليم المبادئ العامة لحقوق النساء، وبشكل أخص النساء المغربيات في بلاد المهجر، ليتمكنّ من الوصول إلى حقوقهن. المستشارة الفرنسية التي تنحدر من مدينة العرائش بشمال المغرب، أشارت أيضا إلى رغبتهن في التطوير المشترك للآليات والترسانة القانونية، ومحاولة تطويرها لتصبح قابلة للتطبيق سواء في المغرب أو في أوروبا. تم الاتفاق إذن على تنظيم شبكة أوروبية تضم البلدان المشاركة، ستعمل على ضمان حقوق المغاربة المهاجرين المجنسين منهم بجنسيات بلدان إقامتهم وغير المجنسين، ثم سيتم تعميم التجربة لتشمل باقي المقيمات في بلاد المهجر. هناك أيضا مساعي لتنظيم لقاء مستقبلي لإتمام إنشاء شبكة نسائية و وضع برنامج عمل موحد. و قد عبر الجميع عن أملهم في استمرار العمل معا لإنشاء آفاق جديدة لتبادل مستمر ونتائج إيجابية موحدة .