مع اشتداد قوة هبوب رياح الانتخابات التشريعية المقررة يوم السابع من أكتوبر المقبل، وما يرافقها من تداول واسع لأخبار تهم استقالات شخصيات حزبية من الهيئات المنتمية لها والاستعداد للانتقال نحو أحزاب أخرى، مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، انبرت قيادة العدالة والتنمية لإخراج سيناريو تواصلي بهدف دحض جانب من هذه الأخبار، أو محاصرة انتشار جانب آخر. ويبدو أن انتشار معطيات عن وجود خلافات وصفت بأنها "حادة" بين رئيس مقاطعة السواني، أحمد الغرابي، وشخصيات في الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، دفع بعض الأقلام والمنابر الصحفية لإطلاق عواهن توقعاتها وتخميناتها بالتداعيات الممكنة لهذا الخلاف الوارد إعلاميا، ومنها ما نشرته مواقع إلكترونية عن استقالة الغرابي من الحزب واستعداده للانتقال إلى حزب الأصالة والمعاصرة. قيادة حزب العدالة والتنمية، ممثلة في كاتبها الإقليمي محمد خيي، الذي يتولى هو الآخر تسيير مقاطعة بني مكادة، سارعت على نحو غير رسمي إلى العمل على تفنيد الأخبار التي تحدثت عن استقالة أحمد الغرابي من الحزب، من خلال توثيق لقاء جمع خيي والغرابي، تم تقديمه على أنه "فطور عمل صباحي لمتابعة الاستعداد لخوض استحقاقات 7 أكتوبر المقبل". محمد خيي، الذي نشر صورة اللقاء على صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك، نقل عن أحمد الغرابي، اندهاشه من الأخبار التي تحدثت عن تخليه عن حزب العدالة والتنمية والتحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة، موردا في ذات النافذة التواصلية، تأكيدا منسوبا لرئيس مقاطعة السواني "ان مواجهة التحكم خيار لا رجعة فيه وانه ماض مع إخوانه في العدالة والتنمية لمواصلة دعم تجربة الإصلاح وان تشويش المغرضين لن ينال من عزمنا على تحقيق الانتصار في يوم 7 أكتوبر 2016". تفنيد معطى الاستقالة من حزب العدالة والتنمية، أكده أحمد الغرابي نفسه، عبر بيان تلقت جريدة طنجة 24 الإلكترونية نسخة منه، واصفا الخبر الذي نشرته مجموعة مواقع إلكترونية بأنها "لا أساس لها من الصحة، وهو كذب وبهتان". وبعد أن أكد على العلاقة الأخوية والنضالية التي تربطه بقيادات ومناضلي حزب العدالة والتنمية محليا ووطنيا، شدد الغرابي عبر نفس البيان، على أن الانضباط لقرارات الحزب ومساطره الصادرة عن مؤسساته "أمر نقدره بل نفتخر به"، معلنا عن مضاعفة الجهد من أجل كسب محطة 7 أكتوبر 2016 . وكان أحمد الغرابي، قد انتخب رئيسا لمقاطعة السواني، عقب فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مطلقة في الانتخابات الجماعية الأخيرة. غير أن انتخابه في هذا المنصب، والعهدة على منابر محلية ووطنية، خلقت انقساما حادا في أوساط حزب "المصباح"، على اعتبار أن الغرابي يعتبر وافدا على الحزب، ولم يتدرج في تنظيماته الدعوية والحزبية، وأن قوته استمدها من الدعم المعنوي والسياسي الذي قدمه له البشير العبدلاوي، الكاتب الجهوي للحزب، وعمدة المدينة.