انتهت العطلة الصيفية عند أغلب المغاربة وانتهت معها أغلب المهن الموسمية التي ترافق فصل الصيف، لتبدأ مهن أخرى تعتبر بدورها موسمية ومؤقتة، وهي التي تظهر مع اقتراب عيد الاضحى وتنتشر بشكل أكبر عندما لا يبقى للعيد إلا أسبوع واحد فقط. في مدينة تطوان، وكما هو الحال في أغلب المدن المغربية، يبدأ الناس بالتوافد على سوق "الكورنا" الشهير لمشاهدة الأكباش المعروضة للبيع من أجل شراء واحد للأضحية أو القيام بالمساومة الاولية قبل الاستعداد لشراء واحد في الايام المقبلة. تجارة الأكباش تعرف رواجا كبيرا عندما لا تبقى إلا أيام معدودة من يوم عيد الاضحى المبارك، ويرافق هذا الرواج التجاري العديد من المهن التي تستمر إلى حدود اليوم الاخير ما قبل يوم عيد الاضحى، وهذه المهن من أبرزها بيع "علف الماشية" وبيع "الفحم" ونقل الأضحيات من السوق إلى بيوت اصحابها. سعيد الورياغلي شاب في العشرينيات من العمر، يضع كمية كبيرة مما يسميه بعلف الماشية وهي أكوام من التبن وبعض الاعشاب التي تصلح كأكل للماشية يقول في حديث لطنجة24 بسوق الكورنا " كل سنة أقوم بهذه المهنة خلال الايام التي تسبق العيد، أجني من ورائها بعض الاموال التي أتعاون بها في تدبيري أموري". ويضيف سعيد " أشتري التبن وأعيد بيعه هنا، فيما الاعشاب أقوم بقطعها من الغابات المجاورة لضواحي المدينة قرب حي كويلما، الاقبال عليها يكون كبيرا هذه الايام، خاصة أن الذين يشترون الأضحية قبل العيد بأيام يحتاجون لإطعام ماشيتهم". بأمتار قليلة من سعيد، يوجد شاب أخر يدعى ادريس يقف أمام بضعة أكياس مملوءة بالفحم، وقصته لا تختلف كثيرا عن الاول حيث قال " بدوري عندما يقترب العيد أقوم باعداد الفحم في أماكن خاصة خارج المدينة نطلق عليها اسم الكوشة، وعندما يبقى أسبوع واحد فقط لعيد الاضحى أقوم بنقل الفحم لبيعه في سوق الماشية، وهذا كله من أجل الحصول على مورد مالي أساعد به أسرتي". أيضا إلى جانب المهنتين المؤقتين السابقتين، تنتشر عدة مهن أخرى مؤقتة قبيل العيد، كشحد السكاكين وبيع مستلزمات عيد الاضحى من عطور وأعشاب الطبخ وغيرها، بالاضافة إلى مهنة أخرى تعرف رواجا كبيرا في سوق الاضاحي وهي نقل الماشية من السوق إلى بيوت اصحابها. محمد الثلاثيني من العمر، يمتلك سيارة من نوع "هوندا" يقف بالقرب من سوق "الكورنا" في تطوان هذه الايام التي تسبق العيد حيث يقول في حديث لطنجة 24 " الطلب على نقل الماشية من السوق إلى بيوت اصحابها يكون كثيرا هذه الايام، إذ ما إن يشتري أحدهم خروفا حتى تجده يبحث عن وسيلة نقل". ويضيف محمد وهو يهم بنقل أحد الخرفان بعدما طلب منه صاحبه ذلك " هذا الاقبال مرتبط بهذه الايام التي تسبق العيد فقط، الأمر الذي يجعلني أحاول الاستفادة منه من أجل ربح موارد مالية تساعدني في اقتناء أضحيتي بدوري". هي مهن مربحة لا شك في ذلك، إلا أنها مؤقتة ومرتبطة في الغالب بالاسبوع الذي يسبق عيد الاضحى، حيث يحاول أصحاب هذه المهن الحصول من خلالها على موارد مالية تساعدهم في تدبير أمورهم أو في اقتناء أضحية العيد التي أصبحت هما يؤرق العديد من الاسر.