عزالعرب مومني – و م ع: بحلول شهر رمضان المبارك، يعرف سوق الثلاثاء الشهير، الواقع وسط مدينة الحسيمة، حركة دؤوبة وغير مسبوقة حيث تتوافد ساكنة المدينة والمناطق المجاور لها بكثافة على هذا الفضاء لاقتناء ما تحتاجه من مواد ومستلزمات ضرورية استعدادا للشهر الفضيل. وشهدت الأيام الأخيرة انتعاشا حقيقيا وغير مسبوق للحركة التجارية بمختلف المحلات التجارية المتواجدة بهذا السوق الذي يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع ويوفر لساكنة المدينة كل ما تحتاجه من مأكل ومشرب وملبس ومستلزمات أخرى بجودة عالية وأثمنة مناسبة. وحرص التجار وأصحاب مختلف المحلات المتواجدة بالسوق على توفير كميات كافية من السلع والمنتجات بجودة عالية لتلبية حاجيات ورغبات الزبناء وزيادة مكاسبهم وأرباحهم التي تراجعت كثيرا خلال الأشهر الأخيرة بفعل الأزمة المرتبة بجائحة كوفيد -19. واحد من المحلات التجارية التي تلقى إقبالا جيدا هو محل جزارة يقع بمدخل السوق ويقترح على الزبناء اللحوم الحمراء بجميع أنواعها ومشتقاتها من كبد وكفتة وطحال ونقانق وغيرها. وأكد صاحب المحل (سعيد ت)، الذي يزاول مهنة الجزارة منذ نحو 23 سنة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المحل يقترح على الزبناء جميع أنواع اللحوم بجودة عالية وأثمنة في المتناول، مشيرا إلى أن الحركة التجارية تحسنت نسبيا بحلول الشهر الفضيل، مقارنة بالأشهر السابقة. غير بعيد عن محل الجزارة، يقع محل لبيع المنتجات الغذائية والتوابل والقطاني يحظى هو الآخر بإقبال كثيف للمواطنين لاسيما النساء اللواتي يفضلن هذا السوق عن غيره لتوفيره جميع المنتجات التي يحتجنها لإعداد الأطباق والوجبات التي تميز مائدة الإفطار الريفية. واعتبر سمير (30 سنة) المشرف على المحل، أن جل المواد والمنتجات التي يقترحها تلقى إقبالا كبيرا لاسيما التمر واللوز والشوكولاطة والتوابل والعسل والحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى المنتجات الضرورية لإنجاز الوجبات التي تميز الشهر الفضيل ك"السفوف" و"الشباكية"، و"البريوات". كما يلاحظ توفر العرض الكافي من الخضر والفواكه والأسماك بالسوق، حيث تعرض المحلات مختلف أنواع الخضر والفواكه والأسماك بكميات وفيرة وجودة عالية. وأوضح محمد، صاحب محل لبيع الخضر والفواكه، أن الأسبوعين الأخيرين شهدا إقبالا كثيفا مقارنة بالفترة السابقة وأن العرض كاف تماما لتلبية حاجيات ورغبات المواطنين، مشيرا إلى أن الأثمنة مناسبة على العموم، وتعرف بين الفينة والأخيرة ارتفاعا طفيفا. أما هشام (43 سنة) ابن الحسيمة الذي يزاول مهنة بيع الأسماك منذ نحو 25 سنة، فأشار إلى أنه يقترح على الزبناء باقة متنوعة من الأسماك الطرية ذات الجودة الرفيعة كالقمرون والصول والكالامار والسردين والروجي (المعروف محليا بالصالمونيطي)، وغيرها من الأسماك التي تحضر عادة في المائدة الرمضانية الريفية. وأضاف أن شهر رمضان يتميز دائما بالطلب والإقبال المتزايد على الأسماك من قبل ساكنة الحسيمة، إلا أنه يلاحظ خلال هذه الفترة من السنة ارتفاع الأثمان نسبيا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. من جهة أخرى، وبالنظر إلى المكانة التي يحظى بها شهر رمضان في نفوس ساكنة الحسيمة، يحرص عدد منهم على اقتناء ملابس جاهزة وأحذية جديدة لهم ولأطفالهم كي يستقبلوا الشهر الفضيل في أبهى حلة. وأوضح (زيدان و، 42 سنة)، صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة الخاصة بالرجال والنساء والأطفال، أن نسبة الإقبال تزايدت في الآونة الأخيرة مقارنة بالسابق، مشيرا إلى أن الأثمنة مقبولة على العموم. وتابع أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) أثرت كثيرا على الرواج التجاري بسوق الثلاثاء، إلا أن الحركة التجارية بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا، معربا عن الأمل في أن تتحسن أوضاع التجار أكثر فأكثر مستقبلا، ويزيد الإقبال على مختلف السلع والمنتجات التي يعرضونها. والأكيد أن سوق الثلاثاء بالحسيمة، بمحلاته التجارية العديدة والمتنوعة والخدمات الجليلة التي يوفرها، يعد مكسبا حقيقيا ولا غنى عنه لساكنة المدينة، يروي شغفها ويفي بجميع متطلباتها.