تزخر جهة طنجةتطوانالحسيمة بمؤهلات سياحية متنوعة، تتنوع ما بين جبال وشواطئ ومناطق خضراء ومنتجعات طبيعية ومدن أثرية وقرى سياحية، بالإضافة إلى ما تم انجازه من مباني سياحية كالفنادق ودور الضيافة. من الناحية الجبلية، فإن جهة طنجة تمتلك سلسلة جبلية مهمة وهي سلسلة جبال الريف، والتي تعد وجهة مفضلة للعديد من عشاق تسلق الجبال، كما أن السياحة الجبلية بمدينة شفشاون وضواحيها تعد من نقط الجذب السياحي لهذه الجهة. من ناحية الشواطئ تعد جهة طنجة من أفضل الوجهات في هذا المجال على الصعيد الوطني، فطنجة وعمالة المضيقالفنيدقوشفشاونوالحسيمة تعد من المناطق التي تمتلك أجمل الشواطئ والخلجان البحرية الخلابة بهذه الجهة، ويحج إليها الالاف من السياح من داخل الوطن وخارجه كل فصل صيف. تزخر أيضا جهة طنجة بالعديد من المناطق الخضراء من حدائق ومحميات طبيعية بضواحي شفشاونوطنجة، كمحمية تهدارت والغابات السياحية كالغابة الديبلوماسية بطنجة، وغابات بن قريش بتطوان بالاضافة إلى مناطق أخرى بالحسيمة، التي تعد متنفسا مهما للساكنة أيام العطل. "أقشور" و"الزرقة" و"تهدارت" هي بعض الاسماء لمنتجعات طبيعية بجهة طنجة، حيث يوجد المنتجع الاول بشفشاون، والثاني بتطوان، والثالث بطنجة، وهي من أشهر الوجهات لعشاق السباحة في حضن الطبيعة. كما أن هذه الجهة تعد من الجهات المغربية التي تمتلك ارثا تاريخيا مهما متجسدا في بعض مبانيها ومأثرها التاريخية، خاصة في مدينة طنجةوشفشاونوتطوان، هذا بالاضافة إلى اعتبار المدينة العتيقة لتطوان ارثا عالميا من طرف منظمة اليونيسكو يتوجب الحفاظ عليه، وهذه المؤهلات كلها تلعب دورا مهما في جذب السياح. لكن رغم هذه المؤهلات المتنوعة التي تتميز بها جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلا أنها غير مؤهلة بشكل جيد لإغراء وجذب السياح، كما أن التسويق لهذه المؤهلات السياحية لا يتم بالشكل المطلوب، الامر الذي يجعل الجهة مغمورة عند الكثير من محبي السياحة في العالم. محمد البقالي، أحد الفاعلين الجمعويين الناشطين في المجال السياحي بتطوان قال في حديث لطنجة 24 أن "جهة طنجة تتوفر على مؤهلات مميزة جدا لكنها تحتاج إلى تأهيل لتصير وجهة سياحية بمقاييس عالمية". ولشرح سياق التأهيل يضيف محمد البقالي" يجب تأهيل المناطق السياحية بطريقة عصرية والابتعاد عن العشوائية التي تعيشها هذه المناطق، كتنظيف الشواطئ وتشوير المعالم السياحية وانجاز الطرقات والمسالك وتجهيز المحميات الطبيعية بشكل يجذب السياح". "كما أنه أصبح من اللازم تأهيل الفاعلين في المجال السياحي " يضيف البقالي" كتقنين عمل المرشدين السياحيين وتكوينهم في مجال الاضطلاع على تاريخ المنطقة، بالاضافة إلى تخصيص فرق أمنية خاصة بالأمن السياحي". التسويق بدوره يلعب دورا مهما، يقول عبد الحفيظ الورياغلي الذي يملك وكالة للسفر بطنجة "التسويق للمؤهلات السياحية بجهة طنجة واشهار معالمها له الدور الكبير في استقطاب السياح، وهذا ما لا يتم بالشكل المطلوب كما يحدث في اسبانيا التي تعمل على تسويق مناطقها السياحية بشكل كبير جدا، ولعل منطقة كوستا ديل سول أبرز مثال". وأنهى الورياغلي حديثه قائلا" جهة طنجة جهة جد متميزة، ومؤهلاتها السياحية لا تعد ولا تحصى، كل ما يتوجب القيام به من طرف الجهات المسؤولة هو القيام بتأهيل خاص لهذه المؤهلات والتسويق لها بشكل احترافي لتضاهي باقي المناطق السياحية العالمية المعروفة".