حذًرت دراسة بريطانية حديثة، أن سوء التغذية أثناء الحمل، يصيب المواليد باضطراب نقص التركيز وفرط الحركية المعروف علميا ب(ADHD)، الذي يظهر في وقت مبكرة من عمر الأطفال. وأوضح الباحثون بجامعتي كينجز كوليدج لندن وبريستول في بريطانيا، أن النظام الغذائي عالي الدهون والسكر خلال الحمل، يؤثر على الصحة العقلية للطفل، ونشروا نتائج دراستهم اليوم الخميس، في دورية "علم نفس الطفل". الباحثون أضافوا أن الأطفال المصابون باضطراب نقص التركيز وفرط الحركية، يعانون من نقص التركيز في المدرسة، ما يجعل من الصعب متابعة الدروس والتوجيهات وأداء الواجبات المدرسية بصورة جيدة. ولكشف العلاقة بين سوء التغذية وإصابة الأطفال باضطراب نقص التركيز وفرط الحركية، راقب الباحثون حالة 83 طفلاً يعانون من مشاكل في السلوك. ووجد فريق البحث، أن الإفراط في تناول الأطعمة عالية الدهون والسكر مثل الوجبات السريعة واللحوم المصنعة والحلويات، أحدث تغييرات، في الجينات المسؤولة عن تطور مناطق في الأجنة الجنين، ساعدت على ظهور اضطراب نقص التركيز وفرط الحركية في المواليد خلال سن الطفولة. وقال الدكتور إدوارد باركر، قائد فريق البحث من جامعة كينجز كوليدج لندن: "دراستنا تسلط الضوء على الأهمية الكبيرة لإتباع نظام غذائي صحي خلال فترة الحمل، لتجنب المشاكل الصحية للمواليد الناجمة عن سوء التغذية". وأضاف: "نحن الآن بحاجة إلى رصد الأغذية الداعمة للصحة العقلية للطفل، وعلى رأسها تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية "أوميجا 3"، مثل الأسماك الدهنية والمكسرات والدجاج". وكانت دراسات سابقة حذّرت من أن النظام الغذائي عالي الدهون، كالوجبات السريعة، لا يجلب السمنة والأمراض المرتبطة بها إلى الأشخاص فقط، لكن الخطر يطال ذريتهم ويهدد أطفالهم بالسمنة والسكري فى المستقبل. وأضافت أن الأطعمة التي تحتوى على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والسكريات لا تؤثر على مدى إصابة الأشخاص بالسمنة وأمراض القلب وحسب؛ بل يمكن أن تسرع شيخوخة الأشخاص، وتلعب دورًا أساسيًا في خفض مدة النوم العميق، وهى مرحلة النوم التي يستعيد فيها الجسم طاقته البدنية والعقلية. وتأتي الوجبات السريعة والبطاطس المقلية والحلوى والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، على رأس الأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات.