في الوقت الذي تواصلت فيه الجهود الرامية لإخماد الحريق الغابوي بمنطقة "جبل الحبيب" بإقليم تطوان، اتسع نطاق ألسنة النيران بشكل واسع ليشمل مناطق غابوية أخرى على مستوى مناطق مجاورة، مخلفة خسائر جسيمة طالت الغطاء النباتي وممتلكات المواطنين. وبالرغم من الجهود المبذولة من طرف فرق التدخل، المشكلة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات ومكافحة التصحر والسلطات المحلية والإنعاش الوطني والدرك الملكي مؤازرة بطائرتين تابعتين للقوات الجوية الملكية من نوع "كانادير" ومدعومة بأزيد من عشرين آلية إطفاء برية وجرافات، إلا أن ذلك لم يسفر حتى الساعات الأولى من مساء اليوم الاثنين، عن تطويق الحريق. وقال عنصر من الوقاية المدنية، مشارك في عمليات التدخل على مستوى مدشر "بن صدوق" الواقع بتراب جماعة "جبل الحبيب"، لأفراد فريق طنجة 24 في عين المكان، إن وعورة المسالك الطرقية بالمنطقة، صعبت مهمة عناصر الإطفاء، خاصة مع الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة، التي تعرفها المنطقة. وحتى الساعة الثامنة مساء، لا تتوفر أي معطيات حول المساحات الغابوية المتضررة من هذا الحريق، في الوقت الذي اشتكى فيه مواطنون من سكان المنطقة، خاصة مدشر "بن صدوق"، من حدوث خسائر جسيمة في ممتلكاتهم، لا سيما على مستوى مزروعات حقولهم، وكذا بالنسبة لمنازلهم التي طالتها أضرار كبيرة. ووجد العشرات من المواطنين، أنفسهم محاصرين وسط مساحات شاسعة طوقتها النيران، في حين أكد بعضهم أنهم أصبحو بلا مأوى بعدما تضررت منازلهم بفعا الحريق، الذي لم تفلح معه مختلف التدخلات في الحد من انتشاره. وتخوض السلطات المحلية، سباقا مع الزمن في محاولة لتطويق ألسنة النيران التي امتدت حتى تراب جماعتي "أربعاء عياشة" و"خميس الساحل"، في الوقت الذي استعانت فيه بحافلات لنقل مواطنين إلى مناطق آمنة وبعيدة عن الحرائق. تداعيات هذا الحريق الأكبر من نوعه على مستوى منطقة شمال المغرب، خلال الموسم الصيفي الحالي، تأثرت بها حركة النقل السككي، حيث تم توقيف رحلة القطار التي كانت مبرمجة مساء اليوم، انطلاقا من محطة طنجةالمدينة باتجاه مدينة الدارالبيضاء، الأمر الذي وجد معه المئات من المسافرين أنفسهم عالقين. وكان مصدر من المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، قد ذكر في وقت سابق من اليوم، أن الحريق الغابوي اندلع ليلة الأحد/الاثنين بجماعة "جبل الحبيب" بإقليم تطوان، وأتى لحد منتصف نهار اليوم على مساحات مهمة من مكونات الغابة، التي تتشكل أساسا من البلوط الفليني وأعشاب أخرى متنوعة وثانوية.