إذا كان الطنجاويون وعموم المغاربة، قد أبانو عن اهتمام كبير بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردغان، ليلة الجمعة-السبت الأخيرة، من منطلقات عديدة، بينها المنطلق التضامني مع الحكومة الشرعية لبلاد "الأناضول"، فإن وجود ضحية مغربي في صفوف قتلى هذا التمرد العسكري، من شأنه أن يزيد من مدى تفاعل المغاربة مع هذا الحدث. والأمر هنا بالفعل يتعلق بشاب من مدينة طنجة، سقط صريعا برصاص الانقلابيين. المعطيات التي تحصلت عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، اليوم السبت من مصادر عديدة، ضمنها مقربون من المعني بالأمر، المسمى قيد حياته "جواد المرواني"، وهو شاب يبلغ من العمر 32 سنة، وينحدر من حي "بني مكادة القديمة"، التابع إداريا لمقاطعة "بني مكادة" بمدينة طنجة، وكان يقيم في الأراضي التركية، قبل أن تغتاله رصاصات الغدر، التي أطلقها "عسكر الانقلاب"، أثناء مشاركته في المظاهرات التي دعا إليها الرئيس التركي، رجب الطيب أردغان، لمواجهة المخطط الانقلابي الذي استهدف حكومته المنتخبة. وبنبرة حزينة، أكد "عبد السلام المرواني، والد الشاب الطنجاوي المذكور، خبر استشهاد ابنه جراء المحاولة الانقلابية، التي لقيت استنكار واستهجان أوساط دولية واسعة، بينما لم تسعفه مشاعر الحزن في الاسترسال أكثر في الحديث، بفعل حالة التأثر التي بدا عليها من خلال نبرة صوته، كما لمستها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، خلال اتصالها هاتفيا به. وتشير المعطيات المتوفرة، أن الشهيد "جواد المرواني"، كان قد خرج إلى الشارع على إثر النداء الذي أذاعه الرئيس التركي في اتصال عبر خدمة "سكايب"، مع إحدى القنوات التلفزية، دعا من خلاله الشعب التركي إلى النزول إلى الساحات والمطارات لمواجهة محاولة الانقلاب على الشرعية الديمقراطية في البلاد. وهو النداء الذي استجاب له أيضا مقيمون مغاربة في تركيا ومهاجرون سوريون وكذا مواطنون من عدة جنسيات. وخلال الاحتجاجات المنددة بالمحاولة الانقلابية التي انتهت بالفشل، كان نصيب "جواد المرواني"، من اعتداءات الانقلابيين، رصاصتين استقبلهما جسده، لتفيض روحه إلى السماء، ويخلد اسم طنجة في ساحة الدفاع عن الشرعية، في بلد تربطه بمسقط رأسه الأصلي علاقات وطيدة على مختلف المستويات. ويبقى "جواد المرواني"، الذي كان خاطبا لمواطنة تركية، هو المغربي الوحيد، الذي تأكد مصرعه في المحاولة الانقلابية الفاشلة، حتى الآن، في وقت كشفت مصادر تركية عن مقتل 90 ضحية وجرح أزيد من 1500 آخرين، بحسب وكالة "الأناضول" التركية الرسمية وكانت المملكة المغربية، قد أكدت أنها تتابع بقلق تطورات الأوضاع بتركيا، وفقا لبلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، الذي أضاف ، أن المغرب متشبث باستقرار هذا البلد المسلم الشقيق، مشيرة إلى أن المملكة المغربية ترفض، من حيث المبدأ، أي استخدام للقوة من أجل تغيير النظام القائم وتدعو إلى المحافظة على النظام الدستوري في هذا البلد. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما يسمى ب"منظمة الكيان الموازي"، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية. -