أكدت الطبيبة فاطمة العزيزي عضو فيدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة أن بعض مرضى السكري من النوع الثاني، والذين لا يعانون من أمراض مزمنة من قبيل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلب، مسموح لهم بصيام شهر رمضان شريطة التقيد بالنصائح الطبية. وأوضحت الطبيبة فاطمة العزيزي،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن صيام مرضى السكري الذين أجاز لهم الطبيب المعالج الصيام أو سمحوا لأنفسهم بذلك لعدم تقبلهم فكرة الإفطار، قد يخلو من أي مضاعفات صحية إذ تم اتخاذ العديد من الاحتياطات قبل بدء الصوم تتمثل بالأساس في القيام بفحص طبي وإجراء تحاليل لقياس مستوى السكر في الدم والاستشارة بشأن تعديل الأدوية والجرعات . وأضافت أن مريض السكري الصائم ملزم باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن طلية شهر الصيام، إذ يجب أن تقتصر وجبة الإفطار على حبة تمر وكأس من الحليب وقطعة خبز ثم شوربة الخضر مع تجنب الحلويات بجميع أصنافها والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الذهون المشبعة . أما وجبة العشاء ، تضيف الطبيبة، فيجب أن تكون خفيفة إذ يستحسن أن تشتمل على الخضر واللحم أو الدجاج والسمك، في حين ينبغي أن تتألف وجبة السحور من حبة فاكهة وكأس حليب أو مشروب أعشاب طبية مع قطعة خبز بالجبن دون إغفال شرب الكثير من الماء. وحتى لا يكون لصيام مريض السكري مخاطر صحية تضر على المدى البعيد بالكلي والعينين والقلب، شددت الطبيبة، على ضرورة المواكبة الطبية للصائم من أجل تتبع مستويات السكر في الدم التي قد تتغير بشكل مفاجئ، إذ يمكن أن ينخفض مستواه ، لاسيما عند الساعة السادسة مساء مثلا أو قبيل أذان المغرب بدقائق نتيجة العطش والجوع، كما يحتمل أن يرتفع بشكل حاد بمجرد تناول وجبة الإفطار، ما قد يؤدي أحيانا إلى فقدان الوعي والغيبوبة وحدوث تشنجات. وليمر صيامهم في ظروف صحية آمنة، تؤكد العزيزي على أهمية الاستشارة الطبية بشأن تعديل النظام العلاجي لأنه في بعض الأحيان يكون الطبيب المعالج مضطر إلى نقص جرعات الدواء في رمضان أو يقوم بتغيير الدواء حسب حالة كل مريض بالسكري، مشيرة إلى ضرورة قطع الصيام فور ظهور أعراض الهبوط الحاد أو ارتفاع مستوى السكر في الدم والتي تتطلب علاجا مستعجلا وبخصوص ممارسة الرياضة، تنصح الطبيبة، مريض السكري الصائم بالمشي بعد الإفطار وليس قبله ، خلافا لما يقوم به كثيرون والذين يمارسون أنشطة بدنية مرهقة قبل آذان المغرب ما يشكل خطرا على صحتهم. وعن مرضى السكري الذين لا يصومون لأخذهم جرعات الأنسولين، وفي نفس الوقت يشكون من مشاكل صحية خلال هذا الشهر الفضيل، أكدت الطبيبة فاطمة العزيزي، أن هذه المضاعفات الصحية تحدث بسبب تغيير طريقة أكل مرضى السكري، موضحة أنه بالرغم من كونهم غير صائمين إلا أنهم لا يتناولون وجباتهم الغذائية بشكل منتظم، إذ يستهلكون أكبر كمية من الطعام خلال وجبة الإفطار بمعية أفراد العائلة، وهو ما قد يفتح شهيتهم لتناول بعض الحلويات السريعة الهضم (الشباكية والبريوات ...) . وخلصت الطبيبة العزيزي الى أنه من المهم أن يقوم مرضى السكري المسموح لهم بالصيام أو الذين لايصومون بفحص مستوى السكر في الدم بشكل مكثف طيلة أيام شهر رمضان المبارك. * و م ع