تشتغل مختلف الأجهزة بالمملكة على قدم وساق، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد المتسبب في مرض "كوفيد 19″، وذلك في سبيل القضاء عليه وإرجاع الحياة الى سابق عهدها. وسهرت الحكومة بكل مكوناتها على الإعداد الاستباقي والجيد لهذه العملية الوطنية واسعة النطاق سواء على المستوى الصحي أو اللوجستيكي (معدات التمريض، عربات الرعاية الطبية، وأجهزة تخطيط القلب ومعدات أخرى)، وكذا على المستوى التقني مع تعبئة جميع المصالح والوزارات المعنية، منها أطر الصحة والإدارة الترابية والقوات الأمنية مع دعم القوات المسلحة الملكية، لكي تمر عملية التلقيح في إطار يستجيب لمعايير الحودة على مستوى التراب الوطني لجميع الفئات المستهدفة. وعلى بعد أسابيع قليلة من انطلاق العملية، وصلت الإستراتيجية المسطرة من طرف الحكومة لمراحلها الأخيرة، حيث يتم حاليا تهيئة محطات التلقيح والتي قدر عددها في 2888 محطة مع إعداد لوائح فرق التلقيح في انتظار وصول باقي الموارد، وتحديد طرق إيصال اللقاح الى مختلف الأقاليم والعمالات. فبفضل المبادرة والانخراط الشخصي للملك محمد السادس، تمكنت المملكة من احتلال مرتبة متقدمة في التزود باللقاح ضد (كوفيد- 19)، بعد أن تأكدت من سلامة ونجاعة ومناعة هذا الأخير عن طريق المؤشرات الإيجابية والتجارب السريرية التي أجريت على العديد من المتطوعين لا سيما في المغرب أو في بلدان أخرى. ومن المرتقب أن تغطي هذه العملية، المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة حسب جدول لقاحي في حقنتين، مع إعطاء الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية، وأساسا رجال الصحة والسلطات العمومية وقوات الأمن والعاملين بقطاع التربية الوطنية وكذا الأشخاص المسنين والفئات الهشة، قبل توسيع نطاقها على باقي المواطنين. وتعتبر الحملة، هي الخطة التي إنتهجها المغرب من أجل العودة سريعا للحياة الطبيعية وتحريك عجلة الإقتصاد التي تآثرت كثيرا بسبب فيروس كورنا، وتهدف بالأساس، لحماية الصحة العامة وتقليل التأثير الاجتماعي والاقتصادي لفيروس كورونا المستجد عن طريق تقليص عدد الوفيات من خلال ضمان نسبة تغطية لا تقل عن 80 في المائة من سكان المغرب بلقاح آمن وفعال.