دخلت العلامات التجارية الكبرى في منافسة أكثر شراسة مع أنشطة تجارة القرب، حيث تواصل العديد من هذه العلامات، فتح وحدات تجارية تابعة لها داخل الأحياء، بعد أن كان نشاطها ينحصر في مجمعات تجارية أو وحدات كبرى في أطراف المدن. وفي مدينة طنجة، تتسارع وتيرة افتتاح وحدات تجارية تابعة لعلامات مشهورة في عدد من الأحياء، ما من شانه أن يخلق منافسة جديدة لأنشطة تجارة القرب ومحلات البقالة والمواد الغذائية المختلفة، التي كانت إلى وقت قريب هي الممون الرئيسي للمواطن بحاجياته اليومية. وسبق لمهنيي تجارة القرب، أن عبروا عن تذمرهم من الترخيص المتواصل للشركات الكبرى من داخل المغرب وخارجه، بافتتاح وحدات تجارية لها في الأحياء السكنية، ما ينذر بمنافسة غير متكافئة بين التجار الصغار وبين هذه الشركات التي تقدم عروضا بأسعار تفضيلية ليس باستطاعتهم منافستها. اتساع رقعة الأنشطة التجارية التابعة للشركات الكبرى، يعزوه مراقبون إلى العديد من العوامل المرابطة بتطور البيئة التجارية وثقافة المستهلك خلال السنوات الأخيرة، كما يقول الناشط الحقوقي في مجال حماية المستهلك، حسن الحداد، الذي يرى أن على التجار العمل على تجاوز الأساليب التقليدية في تسويق بضائعهم من أجل مجاراة الشركات الكبرى في نشاطها المتصاعد. ويشرح الحداد، في تصريح لجريدة طنجة 24 الالكترونية، ان الثقافة الاستهلاكية عند المواطن، عرفت خلال السنوات الأخيرة تطورا لافتا لم يوفق الكثير من تجار القرب في مواكبتها والتماشي معها. وأبرز المتحدث، ان الفضاءات والمراكز التجارية العصرية، نجحت إلى حد كبير في مواكبة ثقافة المستهلك وأذواقه، ما يطرح تحديا حقيقيا للعاملين في قطاع تجارة القرب وفي نظر الفاعل الجمعوي، فإن تجاوز الحالة الراهنة التي تعاني منها تجارة القرب، تقتضي من المهنيين انفسهم أن يعملوا على مجاراة تطور هذه الثقافة الاستهلاكية وتحسين وسائل التواصل مع الزبائن واقناع بأهمية المنتوج من حيث الاسعار والجودة.