بصمت مجموعة "الهدى المغربية" الطنجاوية، لحظات استثنائية خلال مشاركتها مساء الأربعاء الماضي، بسهرة فنية روحانية في إطار المهرجان الدولي للموسيقى الروحية، الذي تستمر فعاليات دورته 22 بفاس، حتى الرابع عشر من ماي الجاري. ففي جو مفعم بالروحانية تعانقت فيه عراقة المكان بعذب الألحان وأصالة الأشعار والكلام، رفرفت مجموعة الهدى المغربية في سماء متحف البطحاء بالعاصمة العلمية، لتضفي بذلك طابعا روحانيا نوعيا، لقي تفاعلا من لدن جهور غفير غص به فضاء هذا الحفل البهيج. حيث أروت المجموعة الحضور برشفات روحية من السماع الصوفي بأصوات ندية ومشاركة عازفين ماهرين على المستوى الوطني. وبمهارة وأداء فني راقي، ألهبت مجموعة "الهدى" المغربية، وهي مجموعة فنية تضم ثلة من شباب مدينة طنجة، منصة السهرة، حيث تمكنت ببراعة كبيرة في إثارة حماس الجمهور الغفير، من خلال مزاوجتها بشكل فني بين اللوحات الفنية ذات البعد التراثي المشرقي، مع نظيرتها ذات الطابع المغربي الأصيل. وتعد مجموعة الهدى المغربية، من بين المجموعات الفنية الرائدة في مجال الإنشاد الديني والسماع الصوفي، وتمكنت بفضل فنها الملتزم وبراعة أدائها، من كسب صيت وطني وعربي واسع، حيث شاركت تحت رئاسة الفنان زكرياء المقراعي وإدارة الإعلامي والمنشد حسن الشرقاوي، في العديد من الملتقيات الفنية داخل وخارج أرض الوطن. وجاءت مشاركة مجموعة "الهدى المغربية"، ضمن برمجة تضم 45 مجموعة تمثل المغرب والهند وفلسطين والعراق وتركيا وإيران وأذربيجان ومصر والصين وغانا والبرازيل وألمانيا وفرنسا. وتحتفي دورة هذا العام ب"النساء المشيّدات" (اللائي تركن بصمات في التاريخ)، ويسعى القائمون على المهرجان إلى جعله "فضاء للحوار بين الديانات والثقافات والأنماط الموسيقية والفنية العريقة بين مختلف جهات العالم".