نزل خبر تحويل محطة القطار القديمة بميناء طنجةالمدينة إلى متحف كبير، كقطعة ثلج على ساكنة المدينة التي ضاقت درعا بقرارات الهدم والتدمير، والتي طالت عددا من المآثر التاريخية والمنشات الهامة ذات قيمة كبرى ،وآخرها منارة شاطئ البلدي للمدينة. الحدث الذي أعلن عنه مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، في أعقاب الاحتفال بذكرى خطاب التاسع من ابريل قبل أيام ، ترك بصمة أمل لدى الغيورين على التراث اللامادي والتاريخي للمدينة والذي عاش فترات صعبة منذ سنة 2009. الكثيري أعلن عن تحويل محطة القطار القديمة بميناء طنجةالمدينة لمتحف خاص وهو الطلب الذي لطالما أنهك سياسات عدد من الجمعيات المهتمة في المجال كما هو الحال بساكنة المدينة وعشاق التراث والتاريخ . الدكتور رشيد العفاقي، المتخصص في تاريخ المغرب والأندلس، يؤكد في تصريح لصحيفة طنجة 24 الالكترونية ، أن المتتبع لتاريخ طنجة المعاصر لا يخفى عليه كون محطة القطار القديمة بطنجة ، حازت مكانة مرموقة في تاريخ المدينة، إذ في هذه المحطة نزل السلطان محمد الخامس في رحلته التاريخية إلى مدينة طنجة عام 1947 ، وهي زيارة شكّلت منعطفا حاسما في الكفاح الوطني من أجل الاستقلال. العفاقي أضاف أن المكان يظل رمزا لحدث وطني على قدر كبير من الأهمية، ومن جانب آخر فإن بناية المحطة لها طابع معماري مميز، شُيّدت في الفترة الدولية، ومن هنا فهي تدخل ضمن التراث المادي التاريخي الذي يحميه القانون من أي تدخل أو تغيير. وحول فكرة تحويل بناية المحطة إلى متحف للذاكرة الطنجاوية ، اعتبر العفاقي أنها فكرة تخدم الثقافة في طنجة وستساهم في التعريفة بخصوصيات المدينة، إن طنجة بحاجة إلى منشأة تجمع ذاكرتها المبعثرة .. أحمد الطلحي، احد مؤسسي مرصد حماية البيئة بمدينة طنجة ، والذي يشغل حاليا رئيس لجنة التعمير والبيئة بمجلس المدينة، أثنى بدوره على تحويل المحطة لمتحف ، وقال في اتصال مع صحيفة طنجة 24 الالكترونية "في حقيقة الأمر أنا لحد الساعة لم اقرأ هذا الخبر ولست متأكدا منه، وعلى أية حال هذا مشروع قديم منذ أن تم إغلاق المحطة بدا الحديث عن تحويلها إلى متحف. الطلحي اعتبر الأمر مبادرة ايجابية لأسباب يراها هامة وهي :أولا في الحفاظ على ذاكرة كل المغاربة وليس فقط الذاكرة الطنجية، نظرا للأحداث التاريخية التي احتضنتها هذه المعلمة خصوصا استقبال القطار الذي اقل المغفور له محمد الخامس بمناسبة زيارته لطنجة وإلقاء الخطاب التاريخي يوم 9 ابريل 1947، كما أن كل المغاربة الذين كانوا يزورون المدينة كانت لهم ذكريات مع هذه المحطة، خصوصا الذين كانوا يعبرون بعد ذلك إلى أوروبا، وثانيا، يضيف الطلحي سيكون المشروع مناسبا لتثمين هذه المعلمة التاريخية خصوصا وان المدينة تعاني من نقص كبير في المتاحف، فمدينة عريقة ومليونية كطنجة تحتاج إلى متاحف متخصصة مثل متحف تاريخ المدينة (صور وأفلام وثائقية...) الذي نجده في كل مدن العالم. تبقى الإشارة إلى أن فعاليات جمعوية بمدينة طنجة ،سبق وان وجهت رسالة مفتوحة إلى والي الجهة قبل أشهر ، تطالب بضرورة إنقاذ معلمة محطة القطار القديمة بالميناء ، بعد أن بدأت مرحلة العد العكسي لإنهاء حياة معلمة محطة القطار القديمة بمدخل ميناء طنجة ، التي يعود تاريخ بنائها إلى الربع الأول من القرن الماضي، في أول تجربة بعد دخول القطار إلى المغرب . هذه المحطة التي كانت قد فتحت أبوابها سنة 1927، أي بعد عامين من تطبيق النظام الدولي بطنجة بشكل رسمي، كانت وظلت لسنوات طويلة هي محطة القطار الرئيسية بالمدينة، وقد عرفت الكثير من الاحداث المهمة التي لازالت راسخة في أذهان من عاشوها. كما نشير إلى أن البناية التاريخية تعد المحطة الثانية المتبقية بعد محطة أصيلة، التي تؤرخ بدورها لتلك المرحلة المهمة من تاريخ المغرب. وذلك في الوقت الذي تم التخلص على محطات أخرى داخل تراب الإقليم والتي كان لها حضور ملموس لعدة عقود. وهي محطة أثنين سيدي اليمني، ومحطة البريش، ومحطة حجر النحل ، ومحطة كوارت .