يبدو أن "قطاف المنايا"، اختار أن يضرب بقوة خلال يوم واحد، ليسقط ورقتين من أوراق شجرة الثقافة بمدينة طنجة، فلم تمضي سوى بضع ساعات على رحيل مطرب الأسرة محمد العربي العوامي، حتى رزئت الساحة الثقافية برحيل الفنان المسرحي والمصمم، العربي اليعقوبي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء. ولبى الفنان العالمي، العربي اليعقوبي، نداء ربه بعد زوال اليوم الثلاثاء، عن سن يناهز 85 سنة، وذلك على إثر نوبة صحية مفاجئة، لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة. ويعتبر الفنان الطنجاوي، العربي اليعقوبي (من مواليد 1931)، الذي حمل لواء ثقافة طنجة في بعدها العالمي، من ركائز العمل المسرحي بالمغرب، حيث بدأ مشواره مع فرقة "المعمورة" حيث شارك في أول عرض مسرحي "هاملت" سنة 1953 ومسرحية "عزوز" لنفس الفرقة عام 1957. وعمل اليعقوبي مصمما للملابس في عدد من الأعمال المسرحية والسينمائية إلى جانب فنانين عالمين ومصممين دوليين أبرزهم المصممة البريطانية "فيلس دالتون" التي اختارته في العام 1984 من بين ممثلين كبار ليسلمها جائزة أحسن تصميم ملابس بمسرح "أولد فيك".. ولم تكن المكانة العالمية للفنان الطنجاوي المذكور، كافية لتضمن له حياة كريمة بعدما بلغ من العمر عتيا، حيث يسكن شقة صغيرة بحي مرشان في ظروف قاسية لعسر الحال، وكان يعيش غالبا على إعانات زملائه من الفنانين وأصدقائه الإعلاميين، الذين يقتسمون "لقمة عيشهم معه"، حسب تعبير الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى. حتى الجماعة الحضرية لطنجة، كانت قد أوقفت بشكل مفاجئ إعانة كانت قد خصصتها للفنان العربي اليعقوبي، لأسباب غير مفهومة، بالرغم من هزالة تلك الإعانة التي وصفها بعض أصدقاء الفنان المذكور، بأنها لا تغني ولا تسمن من جوع. غير أن التفاتة من طرف الملك محمد السادس في أواخر سنة 2014، حيث أمر عاهل البلاد بتخصيص معاش شهري لعميد المسرحيين المغاربة، ليستعين به على فاقته وحاجته اللتين لازمتاه طويلا، بعد أن تنكرت له مختلف الجهات المسؤولة على الحقل الثقافي وغيره في المدينة وخارجها، دون أن تشفع له مسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع في الساحة الفنية.