افتتح مساء أمس الاثنين برواق معهد سيرفانطيس بطنجة، معرض جماعي بعنوان "المغرب في صور" (مارويكوس إن إيماخينيس)، يستحضر روافد المغرب الثقافية وغنى موروثه الحضاري والعمراني وجمالية طبيعته. ويجمع هذا المعرض، الذي سينظم الى غاية 31 مارس الجاري، عصارة رحلات وابداعات ثلاثة من عشاق فن التصوير وهم الاعلامي والكاتب الإسباني خواكين مايوردومو والفنانان المغربيان الشابان أيوب البدري وأنس الكواشي. ويقدم المعرض، ببصمة فنية راقية وحس إبداعي متفرد ونظرة ثاقبة تتفحص المحيط الجغرافي والاجتماعي بدقة لا متناهية، صورا مختلفة ومتنوعة لمواقع أثرية وعمرانية ومعمارية وبنايات تاريخية من مختلف مدن المغرب، وكذا جوانب من الحياة الاجتماعية تؤرخ لعادات المغاربة ،إضافة الى بورتريهات لشخصيات نسائية ورجالية، تعطي صورة عامة عن نمط عيش وتقاليد وأصالة ساكنة جهات مختلفة من المملكة. كما تفرد صور المعرض، وغالبيتها بالأبيض والاسود، للطبيعة المغربية الخلابة حيزا مهما، وتنقل هذه الصور المتلقي الى عوالم مختلفة من تضاريس المغرب لتعطيه فكرة شاملة ،حسب منظمي المعرض ، عن تنوع المعطى الجغرافي، من جبال مكسوة بالثلوج وهضاب وسهول مخضرة وشواطئ ممتدة الى واحات وصحاري ذات كثبان رملية تحكي عن عمق الحضارة المغربية واختلاف روافدها الاجتماعية والثقافية التي تتكامل في تجانس قل نظيره في العالم. وقال الفنان الاسباني خواكين مايوردومو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ان انتاجه الفني بالمعرض هو ثمرة جولات تمتد لعشرين سنة، مبرزا أنه ورغم الصور التي أبدعها طيلة عقدين من الزمن فإنه لازال لم يشف غليله من الكم الزاخر من مظاهر الجمال العمراني والطبيعي التي يتميز بها المغرب دون غيره من البلدان التي تتقاسم وإياه نفس الموقع الجغرافي. وأضاف أن المصور الهاوي أو المحترف لن يمل أبدا من العمل بالمغرب الزاهر بألوانه المتعددة وفسيفسائه الحضارية التي تسر الناظر المتفحص، مبرزا انه يسعى من خلال هذا المعرض الى رد جميل المغرب الذي احتضنه لمدة طويلة وفتح له ذراعيه ليكتشف قيمة الحضارة الانسانية ونبل الناس البسطاء وكرم المغاربة. ومن جهته، قال المبدع الشاب أيوب البدري ،في تصريح مماثل ، ان صوره تختص في نقل فضاءات متنوعة من مدينة طنجة، بعمرانها وعمارتها التاريخية والحديثة وبانوراما مدينة البوغاز المنفتحة والمتفتحة على كل ما جادت به الطبيعة من حسن وجمال ، بغية تمكين المتلقي العادي من اكتشاف عوالم لم ينتبه اليها من قبل، ومن جهة اخرى إبراز تاريخ طنجة وخصوصياتها الاجتماعية، كمدينة لتعايش مختلف الحضارات والثقافات والملل والأديان ومرجعا في انفتاح المغاربة على الأخر.