اشرفت المندوبية الاقليمية لوزارة الثقافة الجمعة على انطلاق معرض تشكليلي للفنان رياض بوهلال ضم عشرات اللوحات التي تستحضر الماضي عبر جولة استكشافية لعوالم تطوان الحضرية . وقد برع الفنان العصامي رياض بوهلال في تشخيص مختلف عوالم مدينة تطوان التاريخية العتيقة ، من صوامع وبنايات أثرية وأزقة ودروب ،مزج فيها بين تقنيات الريشة وإحساساته الشخصية ونظرته الدقيقة الى ما تزخر به مدينة الحمامة البيضاء من ارث معماري وفني بديع يختزل تاريخ المدينة وطابعها الاندلسي المتفرد ليصل بذلك الماضي بالحاضر . وحرص الفنان بوهلال ،الذي يزاول مهنة طب الاسنان منذ نحو 30 سنة ، ان لا ينقل المعرض ،المنظم تحت شعار "نظرة على تطوان"، فقط العوالم الحضرية للمدينة ببياضها الناصع وحلتها المعمارية الضاربة في القدم والشامخة رغم تحولات الزمن ، بل حاول ايضا التركيز على شخوص متنوعة لعله ينفذ الى باطن التاريخ من خلال الانسان وما يشكله من أداة للتغيير والحفاظ على الذاكرة . وقال المندوب الاقليمي لوزارة الثقافة بطنجة العربي المصباحي ، في تصريح لوكالة المغربي العربي للأنباء ، ان معرض الفنان بوهلال ،الذي سيتواصل الى غاية 30 من ماي الجاري برواق محمد الدريسي ، يندرج في اطار الانفتاح على مختلف المدارس التعبيرية في الفن التشكيلي الوطني ،سعيا الى اعطاء المتلقي فكرة شاملة عن واقع الفن المغربي وتوجهاته ورموزه من مختلف الاجيال والمنابع الابداعية التي ينهلون منها . ومن جهته قال الفنان التشكيلي رياض بوهلال ،في تصريح مماثل ، ان الهدف من تنظيم هذا المعرض هو التعريف بما تزخر به تطوان من مؤهلات عمرانية منها ما واجه عوائد الزمن والمصاعب ،وما واكب دوران عجلة الزمن ومنها ما طاله النسيان ،في محاولة للتأريخ لهذه العوالم الشامخة ،التي تعد مفخرة للمغاربة وإرثا قل نظيره في مختلف دول العالم لا يذكر فقط بالأجداد بل وبمجد المغرب منذ آلاف السنين . وقد دخل رياض بوهلال غمار الفن قبل نحو خمس سنوات ،رغم اهتمامه بالفن التشكيلي منذ نعومة أظافره ،ويعد معرض طنجة المعرض الثالث له، بعد الاول الذي استضافه رواق برتوتشي بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان في مارس المنصرم بثلاثين عملا ،والثاني الذي استضافه معهد سيرفانطيس بالرباط خلال بداية الشهر الجاري .