أصبح من المؤكد أن أيام الملعب البلدي "مرشان" بمدينة طنجة، أصبحت معدودة، بعدما وافقت الجماعة الحضرية رسميا على إغلاقه في أفق تسويته بالأرض على شكل ساحة عمومية، وفق ما أكدته معطيات رسمية. وبعد أن كان المسؤولون الجماعيون، قد حاولوا في وقت سابق التقليل من أهمية التكهنات التي تحدثت عن استعدادات لهدم هذا الملعب البلدي، الذي يشكل أحد معالم الذاكرة الرياضية لمدينة "البوغاز"، تفاجأ سكان طنجة، بنصب لوحة إخبارية تؤكد وجود نية مبيتة في إعدام هذه المعلمة الرياضية، التي يعود تاريخها إلى الحقبة الدولية. ويتضمن النصب الإخباري المحاذي لسور الملعب البلدي، معطيات تتعلق بمشروع أطلق عليه "تهيئة ساحة مرشان"، أبرزها مساحة الوعاء العقاري الذي سيحتضنها، وهي نفس المساحة تقريبا التي يشغلها ملعب "مرشان". وسيجد الآلاف من سكان مدينة طنجة، صعوبة كبيرة في تقبل هذه الخطوة، التي تعتبر في نظر السكان تندرج في خانة "الإجهاز على معالم وذاكرة المدينة"، تحت مظلة مشاريع تنموية عملاقة، مثلما هو الشأن بالنسبة لمشروع "طنجة الكبرى"، الذي تم تقديمه كمشروع مندمج يثمن الموروث الثقافي والتاريخي لمدينة "البوغاز". وبدأ الحديث عن نوايا إعدام ملعب "مرشان"، منذ سنة 2011، عقب افتتاح الملعب الكبير التابع للشركة الوطنية لتدبير المنشآت الرياضية "سونارجيس"، غير أن الأصوات التي ارتفعت بالمطالبة بحماية هذه المعلمة الرياضية، دفعت الوالي السابق، محمد حصاد، الذي يشغل حاليا منصب وزير للداخلية، إلى طمأنة الرأي العام، حيث أكد أن ملعب مرشان باق رغم افتتاح الملعب الكبير، مضيفا أن طنجة ليست هي المدينة الوحيدة التي تحتضن ملعبين جيدين. كما وعد حصاد حينها، بفتح الملعب في وجه أندية الهواة، التي كانت لا تجد أمامها غير ملعب التحرير الجارية أشغال إعادة تهيئته كمسبح عمومي وقاعة مغطاة، لتجري مبارياتها، وهو الأمر الذي من شأنه عدم قطع الروح عن هذا الملعب.