بينما يحاول الكثيرون مكافحة جائحة كورونا بالتنظيف والتعقيم في المنزل، يحذر خبراء الصحة من أن الاستخدام المتزايد لهذه المنتجات قد يشكل خطرا مميتا بنفس القدر، خاصة للأطفال. وسجلت مكالمات حالات الطوارئ المتصلة بالتسمم الناتج عن منتجات التنظيف والمطهرات المنزلية، في الولاياتالمتحدة، زيادة بنسبة 20.4% بين يناير ومارس من هذا العام، مقارنة بعام 2019 ، وفقا لتقرير صادر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في 24 أبريل. ويقول الخبراء إن هوس النظافة قد يؤدي إلى إهمال مسألة مهمة تتعلق باستخدام هذه المنتجات مع الأطفال داخل المنزل. وأشارت سامارا جيلر، كبيرة محللي البحوث وقواعد البيانات في مركز Environmental Working Group ، إلى أن التنظيف العدواني يتطلب دراسة دقيقة. وقالت لصحيفة “ذي بوست”: “نظرا لأن الكثير من الناس يتجمعون في الداخل للحد من انتشار وباء فيروس كورونا، فقد يستخدمون المطهرات ومنتجات التنظيف الأخرى بشكل أكثر تكرارا”. وأضافت: “من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يستهلكون هذه المواد الكيميائية بأمان، مع التأكد من اتباع توجيهات الملصق بالضبط”. وبات اتباع الإرشادات أمرا مهما بشكل خاص الآن نظرا لأن منتجات مثل تلك التي تحتوي على الأمونيا أو التبييض “يمكن أن تسبب أو تفاقم مشكلات الجهاز التنفسي”، كما تقول جيلر. وشكلت التقارير التي تشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات وما دون ذلك، نحو 35.7 % من جميع المكالمات إلى مراكز مكافحة السموم من يناير إلى مارس 2020 ، بينها 46.9% من تلك الحالات سببها المطهرات. ومن ناحية أخرى، شكل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و19 عاما 8.9% من الحالات الناتجة عن التعرض لمنتجات التنظيف و13.6% من حالات التعرض للمطهرات. وقالت الدكتورة كيلي جونسون-أربور، مديرة مركز National Capital Poison Center الطبي: “يمكن أن يكون أي من المنتجات المتاحة حاليا خطرا على الأطفال”. وأضافت: “المطهرات لها تركيبات مماثلة بشكل عام، وتتكون غالبا من مواد التبييض ومركبات الأمونيوم والكحول والعوامل الكاشطة، وكل هذه الأشياء يحتمل أن تكون سامة.” وتحذر جونسون-أربور من أن “هيبوكلوريت الصوديوم، العنصر النشط في مبيض الكلور، يجب ألا يختلط مع الأحماض أو المنظفات الأخرى، لأنه يمكن بذلك أن يكون مميتا”. كما حذرت جونسون-أربور مما يسمى بمنتجات التنظيف “الطبيعية”، والتي يمكن أن تكون بنفس القدر من خطورة المنظفات التقليدية، قائلة: “منتجات التنظيف الطبيعية قد لا تحتوي على “مواد كيميائية قاسية” موجودة في المنتجات التقليدية، لكنها قد تحتوي على أشياء أخرى مثل الزيوت العطرية التي “يمكن أن تسبب تهيجا شديدا للجلد والعينين، وحتى الجهاز الهضمي “.