والساعة تدنو من العاشرة صباح اليوم الأحد، يشير رئيس دورية أمنية على مستوى منطقة "عين مشلاوة" بجماعة "البحراويين"، إلى سائق سيارة أجرة من الصنف الأول، بالتوقف. وبعد برهة من التفرس وجوج الركاب الستة، يأمر العنصر الأمني قاصرين بالنزول من السيارة وتقديم وثائق هويتهما. غير أن المعنيين بالأمر يخبرانه بعدم توفرهما على هذه الوثائق، بعدها يشير الشرطي لسائق السيارة بمواصلة طريقه، فيما أمر القاصرين بالعودة إلى منازلهما. منع الأشخاص القاصرين من مواصلة طريقهم صوب مدينة تطوان، بهدف متابعة أطوار مباراة "كلاسيكو الشمال" بين اتحاد طنجة والمغرب التطواني، كانت من بين الوسائل التي اعتمدتها السلطات المحلية بطنجة بتنسيق مع نظيرتها في تطوان، كإجراء وقائي لتفادي أي أعمال شغب يمكن أن يساهم فيها هؤلاء القاصرون، خلال أو بعد المباراة. وإذا كان هذين الشابين قد وجدا نفسيهما مضطرين للعودة أدراجهما إلى طنجة، على غرار عدد كبير ممن منعتهم قوات الشرطة والدرك من مواصلة رحلتهم إلى تطوان، فإن المئات من أنصار اتحاد طنجة، نجحوا في تجاوز جميع الحواجز الأمنية والوصول إلى مدينة "الحمامة البيضاء"، من خلال الاعتماد على وسائل نقل مختلفة، ومنهم من اختار التنقل من طنجة إلى تطوان مشيا على الأقدام. فعلى طول الطريق الوطنية الرابطة بين طنجةوتطوان، كان لافتا مشهد مجموعات متفرقة من الشباب والقاصرين، وهم يجرون أقدامهم، حاملين لأقمصة ومناديل تحمل شعارات تمجد اتحاد طنجة، على مستوى أكثر من نقطة كيلومترية. "قررنا الوصول إلى تطوان مشيا على الأقدام، بسبب المنع الأمني تنقل الجماهير"، يقول أحد أفراد مجموعة مكونة من سبعة أشخاص، صادفهم طاقم جريدة طنجة 24 الإلكترونية، غير بعيد عن جماعة "عين لحصن". وردا على سؤال عن التوقيت الذي تحركوا فيه من طنجة، أجاب نفس المتحدث الذي بدت عليه حالة تعب وإرهاق واضحة "حوالي الساعة الثانية أو الثالثة صباحا". عند مدخل الجماعة القروية "عين لحصن"، ترابط قوات عمومية تضم تشكيلات من القوات المساعدة وعناصر من الدرك الملكي، كان المسؤولون عن هذه القوات الأمنية، يبدون متوجسين بشكل واضح وهم يرمقون بنظرات صارمة، مجموعة أخرى من الشباب مروا من أمامهم ، بينما انهمك آخرون في التحقق من هوية ركاب بعض السيارات، فيما كانوا يسمحون لعربات أخرى بالمرور دون إخضاعها لأي إجراء. يبتعد الشباب المترجلون رويدا رويدا عن أنظار عناصر الدورية الأمنية، وعندما تاكدوا أنهم أصبحوا على مسافة بعيدة كافية عنهم، بدأوا في رفع شعارات تتغنى بفريق اتحاد طنجة وتعبر عن تحديهم لمنع السلطات الأمنية للجمهور من التنقل إلى تطوان. وإذا كان العشرات من مشجعي فريق اتحاد طنجة، قد أصروا على الوصول إلى تطوان ولو مشيا على الأقدام، فإن أعداد أخرى من المشجعين، قد نجحوا في الوصول إلى محطتهم، على متن سيارات يمتهن أصحابها النقل السري. وعن الكيفية التي كانوا يتجاوزون بها نقاط المراقبة الأمنية، بحسب ما عاينه طاقم طنجة 24، فإن الراكبين كانوا ينزلون من العربة عند الاقتراب من نقطة المراقبة، وعند تجاوز سائق السيارة لها ينتظرهم على مسافة كافية بعيدا عن العناصر الأمنية.