الصادق بنعلال : تتجه أنظار المهتمين بالشأن الرياضي المغربي إلى الملاعب الكروية ، لمتابعة أداء أبرز الفرق المتبارية في لقاءات الدورة الأخيرة ، سواء المحتلة لصدارة الترتيب ، أو القابعة في المراتب السفلى ، و تندرج هذه المقابلات في إطار الجولة الخامسة عشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم . و معلوم أن الفرق بين مختلف الأندية الوطنية لم يعد مؤثرا ، بحيث أن المستوى الفني بينها أضحى متقاربا إلى درجة كبيرة ، الشيء الذي أصبح يكسر أفق انتظار الجماهير الرياضية المواكبة لمجريات البطولة المغربية ، و يمنح لهذه الأخيرة قدرا غير يسير من التشويق و الإثارة . و على الرغم من هذه القناعة التي نصدر عنها في هذا السياق ، إلا أننا يمكن أن ندعي دون مبالغة أن اللقاء الذي سيحظى بالمعاينة و الحدب الكبيرين ، هو الذي سيجمع الرجاء البيضاوي و الاتحاد الرياضي لطنجة بمركب محمد الخامس يوم الخميس 7/1/06 لأسباب يمكن إجمالها في ما يلي : 1 – لم يعد مسموحا لفريق الرجاء و ما أدراك ما الرجاء ، أن يستمر في تنافسيته غير المقبولة ، و اكتفائه بالتعادل و الهزيمة سواء أمام جماهيره الغفيرة أو خارج القواعد ، و هو النادي الذي كان يزعج راحة الفرق الكروية الوطنية و القارية في الماضي القريب ، و بالتالي فهو مطالب بمصالحة هذه الجماهير المتعطشة للانتصارات . 2- أضحى فارس البوغاز مقتنعا أنه لم يلتحق بالقسم الوطني الأول لقضاء فترات من النزهة و الاستجمام ، و إنما لمقارعة الأندية الوطنية " الكبيرة و الصغيرة " ، و منافستها على الأهداف الكبرى ، فقد فاز أداء و نتيجة في أكثر من مناسبة . 3– هذه هي الجولة الأولى من البطولة الاحترافية لهذه السنة التي تلتقي فيها جماهير الرجاء و الاتحاد ، و هي المعروفة وطنيا و دوليا بالمساندة الحماسية الاستثنائية ، إن على مستوى الحجم القياسي لحضور المشجعين ، و إن على المستوى الاحتفالي النوعي . أملنا كبير في أن يرقي هذا الحوار الكروي المرتقب إلى تطلعات المعنيين بالمعطى الكروي الوطني ، و أن نرى لوحات فنية بهيجة على أرضية الملعب ، وفي المدرجات ، خاصة و أن كلا الفريقين يعتنقان نفس المبدأ الكروي ، " خير وسيلة للدفاع الهجوم " ، و لا يلعبان إلا من أجل الحصول على الفوز و اغتنام النقط الثلاث . كما نأمل أن تجسد جماهير الفريقين الروح الرياضية الرفيعة ؛ المتمثلة في المساندة الحضارية طيلة أطوار اللقاء ، و الالتزام اللامشروط بقيم المحبة و الأخوة و الوطنية ، و أن يكون الفائز الأول و الأخير هو الأداء الرياضي الراقي ، و الإنجاز الفني البديع و الفرجة الرياضية عالية الجودة ، و تحية للرجاء البيضاوي ، و تحية لاتحاد طنجة ، و تحية للكرة المغربية قاطبة .