– متابعة: شكل المجال الثقافي لمدينة طنجة خلال سنة 2015 احد القطاعات الأساسية التي أفرد لها اهتمام خاص وهو ما يتجلى في رصد أزيد من 80 مليون درهم لتعزيز الإشعاع الثقافي للحاضرة الشمالية وتأهيل موروثها الحضاري. فقد عرفت مدينة البوغاز خلال شهر أكتوبر الماضي تدشين وإعطاء انطلاقة مشاريع هامة تروم إعادة الإشعاع الثقافي لمدينة طنجة ذات الصيت العالمي عبر بنيات ثقافية من الطراز الرفيع وتأهيل موروثها التاريخي الغني والمرموق. وهكذا، أشرف الملك محمد السادس على تدشين مشروع تأهيل مغارة هرقل، وعلى إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز خزانة وسائطية بحي الزياتن بمقاطعة طنجةالمدينة، ومركز ثقافي بحي ظهر القنفود بمقاطعة بني مكادة، وهي مشاريع رصدت لها استثمارات بقيمة 5ر 80 مليون درهم. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل تجسيدا آخر للمشروع الضخم "طنجة الكبرى"، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس لحماية وتثمين الموروث التاريخي لعاصمة البوغاز، الغنية بهويتها متعددة الروافد، وعزم جلالته الوطيد على النهوض بالأنشطة العلمية، وتحفيز البحث ونشر المعرفة. كما تنسجم هذه المبادرات، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها الملك من أجل تحسين ولوج الساكنة المحلية لبنيات التنشيط الثقافي، مع كل مع يرتبط بذلك من تنمية للرصيد الفكري والطاقات الإبداعية. ويتضمن مشروع تثمين مغارة هرقل (10 ملايين درهم)، تدعيم جدران المغارة، وإعادة تهيئة الفضاءات الخارجية، وبناء محلات تجارية، ومقاهي ومطاعم، وتحديث شبكة الإنارة. ويهدف المشروع إلى حماية وتثمين هذا الموقع الطبيعي المصنف كتراث تاريخي، وتعزيز جاذبيته كفضاء للترفيه، إلى جانب تشجيع السياحة الإيكولوجية بالجهة والنهوض بها. وأنجز هذا المشروع، الذي كان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقته في 26 مارس 2014، في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة. حيث ستشيد على مقربة من النواة الجامعية للمدينة. وتندرج هذه المكتبة الوسائطية (48 مليون درهم)، التي تعتبر فضاء لتبادل الأفكار، في إطار الجهود الرامية لجعل المطالعة متاحة وممتعة للجميع، وتحفيز الولوج للمعلومات والمعرفة ودعم البحث العلمي. وسيشتمل هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارتي الداخلية والثقافة، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة والذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 3340 متر مربع، بالخصوص، على مدرج يتسع ل 250 مقعدا، ومكتبة، وفضاءات للمطالعة للكبار والشباب والأطفال، وقاعة مخصصة لأشغال المجموعات، وفضاءات للأشخاص المكفوفين والصم، وللعروض والوسائط المتعددة، فضلا عن حديقة أندلسية. أما المركز الثقافي بحي ظهر الكنفود، فسيمكن ساكنة هذا الحي والأحياء المجاورة من التوفر على قطب مخصص للتنشيط الفني والترفيه، كفيل باحتضان التظاهرات الثقافية وتحفيز بروز المواهب، لاسيما في صفوف الشباب. ومن شأن المركز الثقافي (22,5 مليون درهم)، المساهمة في تفتح الساكنة المستهدفة من خلال الأنشطة الثقافية، والفنية، والتربوية، والاجتماعية، على مختلف المعارف، وتشجيع إبداع الشباب، وتنمية طاقاتهم في إطار من المواطنة والمسؤولية. وسيشتمل هذا المشروع الذي سيمتد على مساحة 1430 متر مربع، على قاعة للندوات، ورواق للعروض، وقاعة متعددة الوسائط، ومسرح يتسع ل 300 مقعد، وقاعة للتمرين، وثلاث قاعات للموسيقى، وورشات للرسم والصباغة، والنحت والمسرح، علاوة على مكتبة. وسينجز في إطار شراكة بين وزارتي الداخلية والثقافة، وعمالة طنجة- أصيلة. ويتمثل الهدف الأساس من وراء هذه المشاريع الثقافية، التي تعزز مختلف المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، على مستوى طنجة، تعزيز التموقع السياحي والثقافي لعاصمة البوغاز على الصعيد الدولي وتجويد وجهتها السياحية الثقافية.