أحيت خطوة ترحيل المحطة الطرقية لطنجة عن وسط المدينة، مطالب المجتمع المدني، باستفادة الأهالي من الوعاء العقاري الذي احتضن خدمات المحطة منذ سنة 1989، وذلك من خلال العمل على تهيئته على شاكلة فضاء عمومي يقلص الخصاص الحاصل في هذا المجال. غير أن آمال وتطلعات سكان طنجة، لا تبدو سهلة المنال، بالنظر إلى عدة أسباب أبرزها الأزمة المالية التي تعاني منها جماعة طنجة، وبالتالي فإن لجوء هذه الأخيرة إلى تفويت الوعاء العقاري المذكور الذي تناهز مساحته 13 ألف متر مربع، يبقى أمرا واردا من أجل تغطية النفقات العمومية والوفاء بالتزامتها. وتلجأ جماعة طنجة، بشكل مستمر إلى بيع ممتلكاتها بدعوى العمل على توفير موارد مالية ومواجهة تداعيات الأزمة، وهو خيار فتح بابه لأول مرة مقرر جماعي صدر سنة 2014، وسط معارضة واسعة من طرف فعاليات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، يعتبر عزيز جناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أن الأهمية الإستراتيجية التي يكتسيها الوعاء العقاري للمحطة الطرقية القديمة، من شانها أن تفتح المجال أمام أطماع ومضاربات عقارية، وكذا تضارب وتدافع المصالح والانتظارات. ويرى جناتي، في تصريح للجريدة الإلكترونية طنجة 24، أن أهمية هذا العقار، تقتضي استثماره وتأهيله كفضاء أخضر أو حديقة عمومية بمواصفات حديثة ما يجعل منه متنفسا حقيقيا للمنطقة التي تكاد تنعدم فيها المناطق الخضراء وتعرف ارتفاعا ا كبير للتلوث بأشكاله المختلفة. بيد أن الفاعل الجمعوي، يؤكد أن المسألة “ليست سهلة خاصة أمام رغبة الجماعة في تغطية جزء من عجزها المادي ببيع هذا العقار إلا أننا نؤمن أن شروط الصحة والسلامة والترفيه أولويات أساسية كذلك ينبغي مراعاتها”. من جانبه، أبرز حسن الحداد، وهو فاعل جمعوي متتبع للشأن المحلي بطنجة، أن التوجه المحتمل للأغلبية الحالية بالمجلس الجماعي، للتخلي عن وعاء المحطة الطرقية، يجد سنده في المقرر الجماعي الذي تم اعتماده سنة 2014، بتأييد منها حينما كانت في صف المعارضة آنذاك. وسجل الحداد، كون الدورة التي انعقدت بشكل استثنائي في يناير 2014، هي التي شرعت الباب أمام بيع الممتلكات الجماعية، وهو النهج الذي ما تزال الأغلبية الحالية تسير عليه، رغم معارضة المجتمع المدني لذلك القرار. واستحضر المتحدث، المقترح الذي تقدمت به رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، بالحفاظ على الوعاء و تحويله إلى فضاء عمومي يساهم في جمالية المدينة و يكون متنفس الساكنة امتدادا لساحة مسجد السوريين مع وضع مساحات للترفيه خاصة بالأطفال وفق المواصفات والمعايير الجاري بها العمل .