شكل موضوع الترويج السياحي للمواقع الأثرية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة محور ندوة نظمتها المحافظة الجهوية للتراث اليوم الخميس بطنجة. وشارك في هذا اليوم الدراسي، المنظم بتعاون مع المديرية الإقليمية للسياحة بطنجة، ثلة من الأساتذة الباحثين والمسؤولين والفاعلين في قطاعي الثقافة والسياحة من أجل تقديم مقاربات متقاطعة لتحديد المسؤولية المشتركة في تثمين واستغلال وترويج المواقع الأثرية التي تزخر بها الجهة. وحسب معطيات قدمت خلال اللقاء، تحتل جهة طنجة – تطوان – الحسيمة مكانة متميزة في الخريطة الثقافية والتراثية بما تحتضنه من مكونات تراثية مهمة هي نتاج تاريخ طويل وتفاعل مستمر بفضل موقعها الجغرافي المتميز على مشارف البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، حيث تضم الجهة أكثر من 30 موقعا أثريا و7 مدن عتيقة وعدد كبير من المعالم العمرانية والمنشآت المعمارية العسكرية والمدينة والدينية ذات حمولة تاريخية وقيمة حضارية وسياحية كبرى. في هذا السياق، ذكر المحافظ الجهوي للتراث بطنجة – تطوان – الحسيمة، العربي المصباحي، أن الجهة تحتضن أكثر من 30 موقعا أثريا، منها مواقع أثرية ذات مساحة متواضعة لكنها ذات قيمة تاريخية مهمة، ومنها مواقع أثرية كبرى والتي يمكن أن تشكل قاطرة للتنمية على مستوى الجهة. وذكر بأن عشر مواقع أثرية بالجهة استفادت من أشغال تهيئة ورد اعتبار وترميم وفتح معارض تراثية بها لإغناء العرض الثقافي الموجه للسياحة، موضحا أن من بينها موقع ليكسوس الذي يعتبر أقدم حاضرة في غرب المتوسط وفي المغرب، وموقع تمودة (قرب تطوان) وموقع القصر الصغير على ساحل البحر المتوسط وموقع مزورة بالقرب من العرائش، بالإضافة إلى خمس مواقع أثرية بإقليم الحسيمة توجد قيد الترميم والتهيئة في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط”. واعتبر أن التراث بشكل عام والمواقع الاثرية بشكل خاص، إلى جانب كونها تشكل حجر الأساس في الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع، فهي تلعب دورا جوهريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تعزيز السياحة الثقافية وخلق مناصب الشغل، مبرزا أن المواقع الأثرية “ليست مجرد ذاكرة، بل هي منتوج تدور حوله صناعات ذات قيمة مضافة عالية، لا سيما السياحة”. وقال “إننا لم نحقق بعد الأهداف التي نصبو إليها في مجال الترويج الأمثل للمواقع الأثرية، بل ما زال هناك مجال كبير للعمل لإدماج التراث والمواقع الأثرية في برامج الزيارات السياحية”، معتبرا أن هذا اليوم الدراسي يأتي كمحاولة للوقوف عند المعيقات التي تحول دون إدماج أمثل وفعلي لهذه المآثر. من جانبه، اعتبر المدير الإقليمي للسياحة بطنجة، سعد العباسي، أن الترويج السياحي للمواقع الأثرية التي تزخر بها الجهة، والتي لها حمولة تاريخية كبيرة يعتبر القاسم المشترك في جهود قطاعي السياحة والثقافة، داعيا إلى ضرورة تكامل الجهود لتثمين هذه المزارات وجعلها منتوجا سياحيا رفيعا. وذكر بأن الاستراتيجية السياحية لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة “كاب نور” تجعل من السياحة الثقافية رافعة أساسية لتطوير القطاع، خاصة وأن الجهة تتوفر على عدة مدن عتيقة ذات تاريخ حضاري عريق، مبرزا أن اللقاء مناسبة لتحسيس الفاعلين في قطاع السياحة بالأهمية التي تكتسيها هذه المواقع وضرورة برمجتها ضمن المسارات السياحية. وتتمحور أشغال اليوم الدراسي على أربع محاور تتمثل في “المواقع الأثرية بالجهة، الواقع والإكراهات”، و”تأهيل المواقع الأثرية من منظور الجمعيات السياحية المهنية”، و”تثمين المواقع الأثرية” و”دور الساكنة المحلية وجمعيات المجتمع المدني في الترويج السياحي للمواقع الأثرية”.